المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

5- وإذا الوحوش جُمِعت من أوكارها وجحورها ذاهلة من شدة الفزع .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

{ وَإِذَا الوحوش حُشِرَتْ } أى : وإذا الحيوانات المتوحشة - كالأسد والنمر وغيرهما .

{ حُشِرَتْ } أى : جمعت من أماكنها المتفرقة ، وخرجت فى ذهول ، وتلاقت دون أن يعتدى بعضها على بعض ، مخالفة بذلك ما طبعت عليه من النفور والتقاتل .

قال الآلوسى قوله : { وَإِذَا الوحوش } جمع وحش ، وهو حيوان البر الذى ليس فى طبعه التأنس ببنى آدم . . { حُشِرَتْ } أى : جمعت من كل جانب . وقيل : حشرت أى : أميتت . . وقيل : حشرت : بعثت للقصاص ، فيحشر كل شئ حتى الذباب .

أخرج مسلم والترمذى عن أبى هريرة فى هذه الآية قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتُؤدَّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء . . " .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

1

( وإذا الوحوش حشرت ) . . فهذه الوحوش النافرة قد هالها الرعب والهول فحشرت وانزوت تتجمع من الهول وهي الشاردة في الشعاب ؛ ونسيت مخاوفها بعضها من بعض ، كما نسيت فرائسها ، ومضت هائمة على وجوهها ، لا تأوي إلى جحورها أو بيوتها كما هي عادتها ، ولا تنطلق وراء فرائسها كما هو شأنها . فالهول والرعب لا يدعان لهذه الوحوش بقية من طباعها وخصائصها ! فكيف بالناس في ذلك الهول العصيب ? !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

و «حشر الوحوش » : جمعها ، واختلف الناس في هذا الجمع ما هو ؟ فقال ابن عباس : { حشرت } بالموت لا تبعث في القيامة ولا يحضر في القيامة غير الثقلين{[11644]} ، وقال قتادة وجماعة : { حشرت } للجمع يوم القيامة ، ويقتص للجماء من القرناء{[11645]} فجعلوا ألفاظ هذا الحديث حقيقة لا مجازاً مثالاً في العدل{[11646]} . وقال أبيّ بن كعب : { حشرت } في الدنيا في أول هول يوم القيامة فإنها تفر في الأرض وتجتمع إلى بني آدم تأنيساً بهم ، وقرأ الحسن : «حشّرت » بشد الشين على المبالغة .


[11644]:هما الجن والإنس.
[11645]:الجماء: الجلحاء التي لا قرون لها.
[11646]:يشير إلى الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/235، 323، 363- 1/72) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها)، قال أبو جعفر: "يعني في حديثه: يقاد للشاة الجلحاء" . أي يؤخذ لها حقها.