{ وَأَمَّآ إِن كَانَ } هذا المتوفى { مِنَ المكذبين الضآلين } وهم أصحاب الشمال { فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ } أى : فله نزل - أى : مكان - { مِّنْ حَمِيمٍ } أى : من ماء قد بلغ أقصى درجات الحرارة وعبر عن المكان الذى ينزل فيه بالنزل ، على سبل التهكم ، إذا النزل فى الأصل يطلق على ما يقدم للضيف على سبل التكريم . .
وقوله : وأمّا إنْ كانَ مِنَ المُكَذّبِينَ الضّآلّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ يقول تعالى : وأما إن كان الميت من المكذّبين بآيات الله ، الجائرين عن سبيله ، فله نُزل من حميم قد أغلي حتى انتهى حرّه ، فهو شرابه . وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ يقول : وحريق النار يحرق بها والتصلية : التفعلة من صلاّة الله النار فهو يصليه تصلية ، وذلك إذا أحرقه بها .
والمكذبون الضالون : هم أصحاب الشمال في القسم السابق إلى أزواج ثلاثة .
وقدم هنا وصف التكذيب على وصف الضلال عكس ما تقدم في قوله : { ثم إنكم أيها الضالون المكذبون } [ الواقعة : 51 ] ، لمراعاة سبب ما نالهم من العذاب وهو التكذيب ، لأن الكلام هنا على عذاب قد حان حينه وفات وقت الحذر منه فبُينّ سبب عذابهم وذكروا بالذي أوقعهم في سببه ليحصل لهم ألم التندم .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{وأما إن كان} هذا الميت {من المكذبين} بالبعث {الضالين} عن الهدى...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"وأمّا إنْ كانَ مِنَ المُكَذّبِينَ الضّآلّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ "يقول تعالى: وأما إن كان الميت من المكذّبين بآيات الله، الجائرين عن سبيله، فله نُزل من حميم قد أغلي حتى انتهى حرّه، فهو شرابه. "وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ" يقول: وحريق النار يحرق بها، والتصلية: التفعلة من صلاّه الله النار فهو يصليه تصلية، وذلك إذا أحرقه بها.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
{وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّآلِّينَ} وهم أصحاب المشأمة...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{من المكذبين}. ولما كان المكذب تارة يكون معانداً، وتارة يكون جاهلاً مقتصراً، قال: {الضالين} أي أصحاب الشمال الذين وجهوا وجهة هدى فزاغوا عنها لتهاونهم في البعث.
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
وأما المكذبون الذين كذبوك وضلوا فقدم تكذيبهم إشارة إلى كرامته صلى الله عليه وسلم حيث بين أن أقوى سبب في عقابهم تكذيبهم انتهى.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والمكذبون الضالون: هم أصحاب الشمال في القسم السابق إلى أزواج ثلاثة.
وقدم هنا وصف التكذيب على وصف الضلال عكس ما تقدم في قوله: {ثم إنكم أيها الضالون المكذبون} [الواقعة: 51]، لمراعاة سبب ما نالهم من العذاب وهو التكذيب، لأن الكلام هنا على عذاب قد حان حينه وفات وقت الحذر منه فبُينّ سبب عذابهم وذكروا بالذي أوقعهم في سببه ليحصل لهم ألم التندم.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.