التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

{ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } والزرابى جمع زربية - بتثليث الزاى - وهى البساط الواسع الفاخر ، أو ما يشبه من الأشياء الثمينة التى تتخذ للجلوس عليها .

والمبثوثة : أى : المنتشرة على الأرض ، من البث بمعى النشر ، كما فى قوله - تعالى - : { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } أى : وفيها بسط فاخرة جميلة . . مبسوطة فى كل مكان ، ومتفرقة فى كل مجلس .

فأنت ترى أن الله - تعالى - قد وصف الجنة التى أعدها - سبحانه - لعباده المتقين بعدد من الصفات الكريمة المتنوعة .

وصفها بأنها عالية فى ذاتها ، وبأنها خالية من الكلام الساقط ، وبأن ميالها لا تنقطع ، وبأن أثاثها فى غاية الفخامة ، حيث اجتمع فيها كل ما هو مريح ولذيذ .

نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا جميعا من أهلها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

( وزرابي مبثوثة ) . . والزرابي البسط ذات الخمل " السجاجيد " مبثوثة هنا وهناك للزينة وللراحة سواء !

وكلها مناعم مما يشهد الناس له أشباها في الأرض . وتذكر هذه الأشياء لتقريبها إلى مدارك أهل الأرض . أما طبيعتها وطبيعة المتاع بها فهي موكولة إلى المذاق هناك . للسعداء الذين يقسم الله لهم هذا المذاق !

ومن اللغو الدخول في موازنات أو تحقيقات حول طبيعة النعيم - أو طبيعة العذاب - في الآخرة . فإدراك طبيعة شيء ما متوقف على نوع هذا الإدراك . وأهل الأرض يدركون بحس مقيد بظروف هذه الأرض وطبيعة الحياة فيها . فإذا كانوا هناك رفعت الحجب وأزيلت الحواجز وانطلقت الأرواح والمدارك ، وتغيرت مدلولات الألفاظ ذاتها بحكم تغير مذاقها ، وكان ما سيكون ، مما لا نملك أن ندرك الآن كيف يكون !

إنما نفيد من هذه الأوصاف أن يستحضر تصورنا أقصى ما يطيقه من صور اللذاذة والحلاوة والمتاع . وهو ما نملك تذوقه ما دمنا هنا . حتى نعرف حقيقته هناك . حين يكرمنا الله بفضله ورضاه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

وقوله : وَزَرَابِيّ مَبْثُوثَةٌ يقول تعالى ذكره : وفيها طنافس وبُسط كثيرة مبثوثة مفروشة ، والواحدة : زِرْبية ، وهي الطّنفسة التي لها خمل رقيق . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أحمد بن منصور ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن سفيان ، قال : حدثنا توبة العنبريّ ، عن عكرِمة بن خالد ، عن عبد الله بن عمار ، قال : رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلّي على عَبْقَريّ ، وهو الزرابيّ .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَزَرَابِيّ مَبْثُوثَةٌ : المبسوطة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

وزرابي بسط فاخرة جمع زريبة مبثوثة مبسوطة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

و «الزرابي » واحدتها زربية ، ويقال بفتح الزاي وهي كالطنافس لها خمل{[11777]} ، قاله الفراء وهي ملونات ، و { مبثوثة } معناه كثيرة متفرقة .


[11777]:الخمل: هدب القطيفة ونحوها مما ينسج وله فضول، وقد يقال الخمل على القطيفة نفسها. (المعجم الوسيط).
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ} (16)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وفيها طنافس وبُسط كثيرة مبثوثة مفروشة ، والواحدة : زِرْبية ، وهي الطّنفسة التي لها خمل رقيق . ...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

فيها وجهان :

أحدهما : هي البسط الفاخرة ، قاله ابن عيسى .

الثاني : هي الطنافس المخملية ، قاله الكلبي والفراء .

وفي " المبثوثة " أربعة أوجه :

أحدها : مبسوطة ، قاله قتادة .

الثاني : بعضها فوق بعض ، قاله عكرمة .

الثالث : الكثيرة ، قاله الفراء .

الرابع : المتفرقة ، قاله ابن قتيبة . ...

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

ومبثوثة : أي مفرقة في المجالس بحيث يرى في كل مجلس شيء منها كما يرى في بيوت ذوي الثراء . ... وقد ذكر سبحانه كل ما سلف تصويرا لترف أهل الجنة تصويرا يقربه من عقولهم ، ويستطيعون به إدراكه وفهمه ، وإلا فإن نعيم الجنة مما يسمو على الفكر ويعلو فوق متناول الإدراك ؛ فالأشياء التي عددها سبحانه تتشابه مع نظائرها التي في هذه الحياة بأسمائها ، فأما حقائقها وذواتها فليست مثلها ولا قريبا منها ، كما أثر عن ابن عباس أنه قال : ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء . ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ذكرت الآيات المبحوثة سبع نعم رائعة من نعم الجنّة ، وكلّ منها أكثر روعة من الاُخرى . والخلاصة : فمنزل الجنّة لا مثيل له من كلّ الجهات ، فهو الخالي من أي ألم أو عذاب أو حرب أو جدال . . وتجد فيه كلّ ألوان الثمار والأنعام والعيون الجارية والأشربة الطاهرة والولدان المخلدين والحور العين والأسرة المرصعة والفرش الفاخرة وأقداح جميلة في متناول اليد وجلساء أصفياء ، إلى غير ذلك ممّا لا يمكن عدّه بلسان أو وصفه بقلم ولا حتى تخيله إذا ما سرحت المخيّلة في عالمها الرحب ! . . وكلّ ما ذكر وغيره سيكون في انتظار من آمن وعمل صالحاً ، بعد حصوله على إذن الدخول إلى تلك الدار العالية . وفوق هذا وذاك فثمّة «لقاء اللّه » ، الذي ليس من فوز يوازيه ....