تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ} (28)

والشرابُ السابق ممزوجٌ من عين في الجنة اسمُها « تَسْنِيم » .

{ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المقربون } الأبرارُ عند الله تعالى . وكل ذلك تكريم لهم وفضلُ ضيافة . ولقد فصّل الله تعالى ما أعدّ للأبرار ووصفَ النعيمَ الذي سيلاقونه في دارِ كرامتِه حضّاً للذين يعملون الصالحاتِ على الاستزادة منها ، وحثّاً للمقصِّرين واستنهاضاً لعزائمهم أن لا يقصّروا في ذلك .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ} (28)

{ عَيْناً } نصب على المدح وقال الزجاج على الحال من تسنيم قيل وصح كونه حالاً مع جموده لوصفه بقوله تعالى : { يَشْرَبُ بِهَا المقربون } أو لتأويله بمشتق كجارية وأنت تعلم أن الاشتقاق غير لازم والباء أما زائدة أي يشربها أو بمعنى من أي يشرب منها أو على تضمين يشرب معنى يروى أي يشرب راوين بها أو يروى بها شاربي المقربون أو صلة الالتذاذ أي يشرب ملتذاً بها أو الامتزاج أي يشرب الرحيق ممتزجاً بها أو الاكتفاء أي يشب مكتفين بها أوجه ذكروها وفي كونها صلة الامتزاج مقال فقد قال ابن مسعود وابن عباس والحسن وأبو صالح يشرب بها المقربون صرفاً وتمزج للأبرار ومذهب الجمهور أن الأبرار هم أصحاب اليمين وأن المقربين هم السابقون كأنهم إنما كان شرابهم صرف التسنيم لاشتغالهم عن الرحيق المختوم بمحبة الحي القيوم فهي الرحيق التي لا يقاس بها رحيق والمدامة التي تواصي على شربها ذووا الأذواق والتحقيق

. على نفسه فليبك من ضاع عمره *** وليس له مها نصيب ولا سهم

وقال قوم الأبرار والمقربون في هذه السورة بمعنى واحد يشمل كل من نعم في الجنة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ} (28)

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

هم الذين يسارعون في الخيرات في الدنيا، فتركوا منى الأنفس، واتقوا المهالك والزلات. فهم المقربون. وأضاف التقريب إلى الغير لأنهم ما وفقوا لاكتساب الخيرات، وعصموا عن ارتكاب المهالك والزلات لا بأنفسهم في الدنيا للأمور التي ذكرنا...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{عيناً يشرب بها} أي بسببها على طريقة المزج منها {المقربون} أي الذين وقع تقريبهم من اجتذاب الحق لهم إليه وقصر هممهم عليه، كل شراب يريدونه، وأما الأبرار فلا يشربون بها إلا الرحيق، وأما غيرهم فلا يصل إليها أصلاً،...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وباء {يشرب بها} إما سببية، وعُدي فعل {يشرب} إلى ضمير العين بتضمين {يشرب} معنى: يمزج، لقوله: {ومزاجه من تسنيم} أي يمزجون الرحيق بالتسنيم. وإمَّا باء الملابسة وفعل {يشرب} معدّى إلى مفعول محذوف وهو الرحيق، أي يشربون الرحيق ملابسين للعين، أي محيطين بها وجالسين حولها. أو الباء بمعنى (مِن) التبعيضية...