-ثم قال تعالى : ( ومزاجه من تسنيم ، عينا يشرب بها المقربون )
أي : ومزاج هذا الرحيق-وهو الخمر التي {[74534]} آخرها مسك- ( من تسنيم ) أي : من علو ينزل عليهم {[74535]} .
تسنيم : تفعيل ، من قول القائل : سنمتهم العين تسنيما ، إذا أجريتها عليهم من فوقهم . ويقال : سنمت الماء أسنمه تسنيما ، إذا أخرجته من موضع عال {[74536]} .
وقبر مسنم ، أي مرتفع . ومنه سنام البعير {[74537]} ، وهو اسم لمذكر {[74538]} وهو الماء . ولذلك انصرف {[74539]} .
وقال ابن زيد : بلغنا أنها عين تخرج من تحت العرش ، فهي مزاج هذا {[74540]} الخمر {[74541]} .
وقال الضحاك : " هو شراب اسمه تسنيم {[74542]} وهو من أشرف الشراب " {[74543]} وعنه أنه قال : ( تسنيم ) : عين تتسنم {[74544]} من أعلى الجنة ، ليس في الجنة عين أشرف منها {[74545]} .
فأما انتصاب " عين " ففيه أقوال :
قال الأخفش : هي منصوبة {[74546]} [ بِـ " يسقون " ] {[74547]} عينا ، ( أي ) {[74548]} : ماء [ عين ] {[74549]} .
وقال المبرد : نصبها على إضمار أعني {[74550]} .
وقال الفراء : تقديره : من تسنيم عين ، فلما نونت " تسنيما [ نصبت ] {[74551]} عينا ، يقدر {[74552]} نصبه نصب المفعول بمنزلة ( يتيما ذا مقربة ) {[74553]} . وقيل : نصبه على الحال ، لأن " تسنيما " {[74554]} اسم للماء ، معرفة . و " عين " : نكرة {[74555]} . ومعنى " عين " : جار ، كأنه قال : من الماء العالي {[74556]} جاريا ، فهي في موضع الحال {[74557]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.