فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ} (28)

ثم بيّن ذلك فقال : { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المقربون } وانتصاب عيناً على المدح . وقال الزجاج : على الحال ، وإنما جاز أن تكون { عيناً } حالاً مع كونها جامدة غير مشتقة لاتصافها بقوله : { يَشْرَبُ بِهَا } وقال الأخفش : إنها منصوبة ب { يسقون } أي يسقون عيناً ، أو من عين . وقال الفرّاء : إنها منصوبة ب { تسنيم } على أنه مصدر مشتق من السنام كما في قوله : { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً } [ البلد : 14 . 15 ] والأوّل أولى ، وبه قال المبرّد . قيل : والباء في بها زائدة : أي يشربها ، أو بمعنى من : أي يشرب منها . قال ابن زيد : بلغنا أنها عين تجري من تحت العرش ، قيل : يشرب بها المقرّبون صرفاً ، ويمزج بها كأس أصحاب اليمين .

/خ36