تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا} (10)

هجراً جميلا : تبعّد عن خصمك بلا عتاب ولا أذى .

بعد أن بيّن اللهُ لعبادِه كيف تكون العبادةُ وكان ذلك في أوائل الدعوة ، أدَّب الرسولَ الكريم بآدابٍ رفيعة يعامِل بها المكذّبين .

اصبر أيها الرسولُ ، على أذى سفهاء قومك ، ولا تكترثْ بما يتقوّلون عليك مثل قولهم : « ساحر أو شاعرٌ أو مجنون » أو غيرِ ذلك من الأباطيل . ابتعدْ عنهم ، ولا تتعرّضْ لهم بأذى وخالفْهم في الأفعال ، مع المداراة والحِلْم والصبر .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا} (10)

قوله تعالى : { واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا 10 وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهّلهم قليلا 11 إن لدينا أنكالا وجحيما 12 وطعاما ذا غصّة وعذابا أليما 13 يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثببا مهيلا 14 إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا 15 فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا 16 فكيف تتّقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا 17 السماء منفطر به كان وعده مفعولا } .

تتضمن هذه الآيات جملة من عظيم المعاني ، يأتي في طليعتها التحضيض على الصبر واحتمال الأذى مما يصدر عن المشركين من سوء الأقوال والفعال وتتضمن كذلك وعيدا مخوفا من الله يتهدد به الظالمين الذين يصدون عن دينه ، يتهددهم بالأنكال والجحيم والطعام الذي يغصهم غصّا .

وفيها تذكير بأهوال القيامة وما يقع فيها من شديد الزلازل والنوازل وهو قوله سبحانه : { واصبر على ما يقولون } أي اصبر يا محمد على ما يقوله المشركون من الأذى والسب والاستسخار . ولا تبتئس من قولهم بل احتمل وامض لما أمرك الله من الدعوة لدينه العظيم { واهجرهم هجرا جميلا } الهجر الجميل هو الذي لا عتاب معه أو هو مجانبتهم بالقلب والهوى ومخالفتهم مع حسن المخالقة والمداراة والإغضاء . وعن أبي الدرداء قال : " إنا لنكشر في وجوه قوم ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتقليهم " أي تبغضهم .