اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا} (10)

قوله : { واصبر على مَا يَقُولُونَ } ، أي : من الأذى ، والسب ، والاستهزاء ، ولا تجزع من قولهم ، ولا تمتنع من دعائهم ، وفوض الأمر إليّ ، فإني إذا كنت وكيلاً لك ، أقوم بإصلاح أمرك أحسن من قيامك بأمور نفسك { واهجرهم هَجْراً جَمِيلاً } ، الهجر : ترك المخالطةِ ، أي : لا تتعرض لهم ، ولا تشتغل بمكافأتهم فإن ذلك ترك للدعاء إلى الله تعالى ، وكان هذا قبل الأمر بالقتال ، ثم أمر بعد ذلك بقتالهم .

قال قتادة وغيره ، نسختها آية القتال{[58345]} .

وقال أبو الدرداء : إنا لنكشر في وجوه [ أقوام ] ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتلعنهم{[58346]} .

قال ابن الخطيب{[58347]} : وقيل وهو الأصح إنّها محكمة .


[58345]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/287) عن قتادة.
[58346]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/31).
[58347]:ينظر: الفخر الرازي 30/159.