تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

العاصفات : الرياح الشديدة ، عصفت الريح عصفا وعصوفا اشتد هبوبها .

ومنهم الذين يعصِفون ما سوى الحق ويُبعدونه كما تُبعِد العواصف التراب وغيره .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

{ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا } وهي [ أيضا ] الملائكة التي يرسلها الله تعالى وصفها بالمبادرة لأمره ، وسرعة تنفيذ أوامره ، كالريح العاصف ، أو : أن العاصفات ، الرياح الشديدة ، التي يسرع هبوبها .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

اختلف في معنى المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات على قولين :

أحدهما : أنها الملائكة .

والآخر : أنها الرياح ، فعلى القول بأنها الملائكة سماهم المرسلات لأن الله تعالى يرسلهم بالوحي وغيره .

وسماهم العاصفات لأنهم يعصفون كما تعصف الرياح في سرعة مضيهم إلى امتثال أوامر الله تعالى .

وسماهم ناشرات لأنهم ينشرون أجنحتهم في الجو ، وينشرون الشرائع في الأرض ، أو ينشرون صحائف الأعمال وسماهم الفارقات لأنهم يفرقون بين الحق والباطل .

وعلى القول بأنها الرياح ، سماها المرسلات لقوله : { الله الذي يرسل الرياح } [ الروم : 48 ] .

وسماها العاصفات من قوله : { ريح عاصف } [ يونس : 22 ] أي : شديدة .

وسماها الناشرات لأنها تنشر السحاب في الجو ومنه قوله : { يرسل الرياح فتثير سحابا } [ الروم : 48 ] .

وسماها الفارقات لأنها تفرق بين السحاب ومنه قوله : { ويجعله كسفا } [ الروم : 48 ] .

وأما الملقيات ذكرا فهم الملائكة لأنهم يلقون الذكر للأنبياء عليهم السلام والأظهر في المرسلات والعاصفات أنها الرياح لأن وصف الريح بالعصف حقيقة والأظهر في الناشرات والفارقات أنها الملائكة لأن الوصف بالفارقات أليق بهم من الرياح ولأن الملقيات المذكورة بعدها هي الملائكة ولم يقل أحد : أنها الرياح ولذلك عطف المتجانسين بالفاء فقال : والمرسلات فالعاصفات ثم عطف ما ليس من جنسها بالواو فقال : { والناشرات } ثم عطف عليه المتجانسين بالفاء وقد قيل : في المرسلات والملقيات أنهم الأنبياء عليهم السلام .

{ عرفا } معناه : فضلا وإنعاما وانتصابه على أنه مفعول من أجله ، وقيل : معناه متتابعة وهو مصدر في موضع الحال وأما عصفا ونشرا وفرقا فمصادر وأما ذكرا فمفعول به .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

ولما كان العصوف{[70827]} للعواصف يتعقب الهبوب ، عطف بالفاء تعقيباً وتسبيباً فقال : { فالعاصفات } أي الشديدات من الرياح عقب هبوبها ومن الملائكة عقب شقها للهواء بما لها من كبر الأجسام والقوة على الإسراع التام { عصفاً * } أي عظيماً بما لها من النتائج الصالحة .


[70827]:من م، وفي الأصل و ظ: المعصوف.