ولما سلاه ، هدد من خالفه وعصاه بما فعل في تلك الأمم فقال ، صارفاً القول إلى الإفراد دفعاً لكل لبس ، مشيراً بأداة التراخي إلى أن طول الإمهال ينبغي أن يكون سبباً للإنابة لا للاغترار بظن الإهمال : { ثم أخذت } أي بأنواع الأخذ { الذين كفروا } أي ستروا تلك الآيات المنيرة بعد طول صبر الرسل عليهم ودعائهم لهم . ولما كان أخذ من قص أخباره منهم عند العرب شهيراً ، وكان على وجوه من النكال معجبة ، سبب عنه السؤال بقوله : { فكيف كان نكير * } أي إنكاري عليهم ، أي أنه إنكار يجب السؤال عن كيفيته لهوله وعظمه ، والمعنى كما قال القشيري : ولئن أصروا على سنتهم في الغي فلن تجد لسنتنا تبديلاً في الانتقام والخزي .
قوله : { ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي بعد الذي جاءهم من الحق والدلائل ، الواضحة والمعجزات الظاهرة التي حملها إليهم المرسلون ؛ فإنهم مع ذلك كله كفروا ونَكَلوا عن الحق ، وأبوا إلا التكذيب والجحود وعبادة الأوثان . من أجل ذلك أخذهم الله بالعقاب الشديد والنكال الأليم { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي انظر يا محمد كيف كان عقابي لهم أليما وجيعا{[3863]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.