لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ} (25)

قوله جل ذكره : { كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ } :

أَشدُّ العذابِ ما يكون بغتةً ، كما أَنَّ أتمَّ السرور ما يكون فلتةً . ومن الهجران والفراق ما يكون بغتةً غير متوقع ، وهو أنكى للفؤاد وأشدُّ وأوجعُ تأثيراً في القلب ، وفي معناه قلنا :

فَبِتَّ بخيرٍ والدُّنى مطمئنةٌ *** وأَصبحتَ يوماً والزمانُ تَقَلَّبَا

وأتمُّ السرورِ وأعظمه تأثيراً ما يكون فجأة ، قال قائلهم :

بينما خاطر المُنى بالتلاقي *** سابح في فؤاده وفؤادي

جَمَع اللَّهُ بيننا فالتقينا *** هكذا صُدْفةً بلا ميعادِ