في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (66)

57

وحين يصل السياق إلى الحديث عن الظالمين ، يدمج المختلفين من الأحزاب بعد عيسى - عليه السلام - مع المحاجين لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] بفعل هذه الأحزاب ؛ ويصور حالهم يوم القيامة في مشهد رائع طويل ، يحتوي كذلك صفحة المتقين المكرمين في جنات النعيم :

هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ? الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين .

( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون . الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين . ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون . يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وأنتم فيها خالدون . وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون . لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون .

( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون . لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون . وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين . ونادوا : يا مالك ليقض علينا ربك . قال : إنكم ماكثون . .

يبدأ المشهد بوقوع الساعة فجأة وهم غافلون عنها ، لا يشعرون بمقدمها :

( هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ) !

هذه المفاجأة تحدث حدثاً غريباً ، يقلب كل ما كانوا يألفونه في الحياة الدنيا :

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (66)

قوله تعالى : { هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون 66 الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين 67 ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون 68 الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين 69 ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون 70 يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون 81 وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون 82 لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون }

ماذا ينتظر الظالمون والمشركون الذين أضلوا أنفسهم وباءوا بالهلاك والخسران ، غير العذاب البئيس ، يحيق بهم يوم القيامة فيذوقون حينئذ ألوان التنكيل والفظائع { هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون } هل ينتظر الظالمون والمشركون الخاسرون إلا أن تفجأهم الساعة بقيامها المباغت وهم لاهون ساهون غافلون . لا جرم أن قيام الساعة فجاءة والناس في غفلة لهو أشد ترويعا وتنكيلا بالخاسرين المفرّطين .