في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ} (178)

149

ويكرر الأمر بالإعراض عنهم والإهمال لشأنهم والتهديد الملفوف في ذلك الأمر المخيف : ( وتول عنهم حتى حين ) . .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ} (178)

عطف على جملة { فإذا نزل بساحتهم } [ الصافات : 177 ] الآية لأن معنى المعطوف عليها الوعد بأن الله سينتقم منهم فعطف عليه أمره رسوله صلى الله عليه وسلم بأن لا يهتمّ بعنادهم .

وهذه نظير التي سبقتها المفرعة بالفاء فلذلك يحصل منها تأكيد نظيرتها ، على أنه قد يكون هذا التولّي غيرَ الأول وإلى حيننٍ آخرَ وإبصارٍ آخر ، فالظاهر أنه توَلَ عمن يبقى من المشركين بعد حلول العذاب الذي استُعجلوه ، فيحتمل أن يكون حيناً من أوقات الدنيا فهو إنذار بفتح مكة . ويحتمل أن يكون إلى حين من أحيان الآخرة ، وإنما جعل ذلك غاية لتولي النبي صلى الله عليه وسلم عنهم لأن توليه العذاب عنهم غاية لتولي النبي صلى الله عليه وسلم عنهم لأن توليه عنهم مستمر إلى يوم القيامة فإن مدة لحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى لما كانت متصلة بتوليه عنهم جعلت تلك المدة كأنها ظرف للتولي ينتهي بحين إحضارهم للعقاب ، فيكون قوله : { حتى حِيْنَ } مراداً به الأبد .

وحذف مفعول { وأبصر } في هذه الآية لدلالة ما في نظيرها عليه .