في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّـٰتٖ وَعُيُونٖ} (25)

17

ويمضي من هذا المشهد المضمر إلى التعقيب عليه ؛ تعقيباً يشي بهوان فرعون الطاغية المتعالي وملئه الممالىء له على الظلم والطغيان . هوانه وهوانهم على الله ، وعلى هذا الوجود الذي كان يشمخ فيه بأنفه ، فيطأطىء له الملأ المفتونون به ؛ وهو أضأل وأزهد من أن يحس به الوجود ، وهو يسلب النعمة فلا يمنعها من الزوال ، ولا يرثي له أحد على سوء المآل :

( كم تركوا من جنات وعيون . وزروع ومقام كريم . ونعمة كانوا فيها فاكهين . كذلك وأورثناها قوماً آخرين . فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ) . .

ويبدأ المشهد بصور النعيم الذي كانوا فيه يرفلون . . جنات . وعيون .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّـٰتٖ وَعُيُونٖ} (25)

ثم ذكر ما تركوا بمصر . فقال :{ كم تركوا } يعني بعد الغرق . { من جنات وعيون } .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّـٰتٖ وَعُيُونٖ} (25)

قوله تعالى : " كم تركوا من جنات وعيون . وزروع ومقام كريم " " كم " للكثير . وقد مضى الكلام في معنى هذه الآية في " الشعراء " مستوفى{[13727]} .


[13727]:راجع ج 13 ص 102 وما بعدها.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّـٰتٖ وَعُيُونٖ} (25)

ولما أرشد السياق ولا بد إلى تقدير : فأسرى موسى بعباد الله كما أمره{[57489]} الله فتبعهم آل فرعون كما أخبر سبحانه ، ففتح الله البحر بباهر قدرته وأمسك ماءه كالجدران{[57490]} بقاهر عظمته وتركه بعد طلوعهم منه على حالته فتبعهم عباد الشيطان{[57491]} بما فاض عليهم من شقاوته فأغرقهم الله بعزته لم يفلت منهم أحد ، عبر سبحانه عن هذا كله بقوله على طريق الاستئناف : { كم تركوا } أي الذي سبق الحكم بإغراقهم فغرقوا { من جنات } أي بساتين هي في غاية ما يكون من طيب الأرض وكثرة الأشجار وزكاء{[57492]} الثمار والنبات وحسنها الذي{[57493]} يسر المهموم و{[57494]}يستر الهموم ، ودل على كرم الأرض [ بقوله-{[57495]} ] : { وعيون


[57489]:من مد، وفي الأصل و ظ: أمر.
[57490]:من ظ ومد، وفي الأصل: كالجمدان.
[57491]:من مد، وفي الأصل و ظ: السلطان.
[57492]:من ظ ومد، وفي الأصل: ذكاء
[57493]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[57494]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[57495]:زيد من مد.