في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} (38)

21

وأمام هذه المراوغة ، وهذا الاستهتار ، وهذا الإصرار ألقى الرجل المؤمن كلمته الأخيرة مدوية صريحة ، بعدما دعا القوم إلى اتباعه في الطريق إلى الله ، وهو طريق الرشاد . وكشف لهم عن قيمة هذه الحياة الزائلة ؛ وشوقهم إلى نعيم الحياة الباقية وحذرهم عذاب الآخرة وبين لهم ما في عقيدة الشرك من زيف ومن بطلان :

وقال الذي آمن : يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد . يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع ، وإن الآخرة هي دار القرار . من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ، ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب . ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار . تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم ، وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار . لا جرم أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة ، وأن مردنا إلى الله ، وأن المسرفين هم أصحاب النار . فستذكرون ما أقول لكم ، وأفوض أمري إلى الله . إن الله بصير بالعباد . .

إنها الحقائق التي تقررت من قبل في صدر السورة ، يعود الرجل المؤمن فيقررها في مواجهة فرعون وملئه . إنه يقول في مواجهة فرعون :

( يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد ) . .

وقد كان فرعون منذ لحظات يقول : ( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )فهو التحدي الصريح الواضح بكلمة الحق لا يخشى فيها سلطان فرعون الجبار ، ولا ملأه المتآمرين معه من أمثال هامان وقارون . وزيري فرعون فيما يقال .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} (38)

{ وقال الذي آمن } يعني مؤمن آل فرعون . وقيل موسى عليه الصلاة والسلام . { يا قوم اتبعون أهدكم } بالدلالة . { سبيل الرشاد } سبيلا يصل سالكه إلى المقصود ، وفيه تعريض بأن ما عليه فرعون وقومه سبيل الغي .