في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ يُؤۡفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (63)

56

ولكنه هكذا يصرف ناس عن هذا الحق الواضح . هكذا كما يقع من المخاطبين الأولين بالقرآن . كذلك كان في كل زمان ؛ بلا سبب ولا حجة ولا برهان :

( كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون ) . .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ يُؤۡفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (63)

شرح الكلمات :

{ كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون } : أي كما صرف أولئك عن الإِيمان والتوحيد يصرف الذين يجحدون بآيات الله يصرفون عن الحق .

المعنى :

فقال جل من قائل : { ذلكم الله ربكم } الذي عرفكم بنفسه { خالق كل شيء لا إله إلا هو } أي لا معبود بحق إلا هو .

وقوله : { فأنى تؤفكون } أي كيف تصرفون عنه وهو ربكم والمنعم عليكم ، إلى أوثان وأصنام لا تنفعكم ولا تضركم . فسبحان الله كيف تؤفكون كذلك يؤفك أي كانصرافكم أنتم عن الإِيمان والتوحيد مع وفرة الأدلة وقوة الحجج يصرف أيضا الذين كانوا بآيات الله يجحدون في كل زمان ومكان لأن الآيات الإِلهية حجج وبراهين فالمكذب بها سيكذب بكل شيء حتى بنفسه والعياذ بالله تعالى .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ يُؤۡفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (63)

قوله تعالى : " ذلكم الله ربكم خالق كل شيء " بين الدلالة على وحدانيته وقدرته . " لا إله إلا هو فأنى تؤفكون " أي كيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان بعد أن تبينت لكم دلائله كذلك ، أي كما صرفتم عن الحق مع قيام الدليل عليه ف " كذلك يؤفك " يصرف عن الحق الذين كانوا بآيات الله يجحدون .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ يُؤۡفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (63)

ولما كشف هذا السياق عن أن هذا الصرف أمر لا يقدم عليه عاقل ، كان كأنه قيل : هل وقع لأحد غير هؤلاء مثل هذا ؟ فأجيب بقوله : { كذلك } أي مثل هذا الصرف الغريب البعيد عن مناهيج العقلاء { يؤفك } أي يصرف صرفا سيئاً - بناه للمفعول إشارة إلى تمام قدرته عليه بكل سبب كان ، ولأنه المتعجب منه { الذين كانوا } مطبوعين على أنهم { بآيات الله } أي ذي الجلال والجمال { يجحدون * } أي ينكرون عناداً ومكابرة ، فدل هذا على أن كل من تكبر عن حق فأنكره مع علمه به عوقب بمسخ القلب وعكس الفهم ، فصار له الصرف عن وجوه الدلائل إلى أقفائها ديدناً بحيث يموت كافراً إن لم يتداركه الله برحمة منه .