في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ} (114)

69

ومن ذريتهما موسى وهارون :

( ولقد مننا على موسى وهارون . ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم . ونصرناهم فكانوا هم الغالبين . وآتيناهما الكتاب المستبين . وهديناهما الصراط المستقيم . وتركنا عليهما في الآخرين . سلام على موسى وهارون . إنا كذلك نجزي المحسنين . إنهما من عبادنا المؤمنين ) . .

وهذه اللمحة من قصة موسى وهارون تعنى بإبراز منة الله عليهما باختيارهما واصطفائهما .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ} (114)

{ ولقد مننا على موسى وهارون } : يعني بالنبوة وغير ذلك .

{ من الكرب العظيم } : يعني الغرق أو تعذيب فرعون وإذلاله لهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ} (114)

ولما ذكر هؤلاء السادة الذين لهم من رتبة التجرد والنزاهة ما تقدم بيانه ، وختمهم بأخوين ما اجتمعا قط ، وكان من أعظم المقاصد بذكرهم المنة على من اتصف بمثل صفاتهم بالقرب والنصرة تسلية وترجية للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن اتبعه من المؤمنين ممن قارب - من شدة البلاء والقهر - اليأس من النصر ، أتبعهم بأمثالهم في التجرد وابتدأهما بأخوين افترقا حين ولادة الثاني على حالة لا يمكن الاجتماع معها عادة ، ثم اجتمعا في الباطن مع الافتراق في الظاهر ثم افترقا على حالة يبعد الاجتماع معها عادة ثم اجتمعا اجتماعاً لم يفترقا منه إلا بالموت وبدأهما بأول من تجرد منهما من حين ولادته إلى أوان هجرته ، ثم من حين رجعته إلى أن جرد آله - وهم بعض ذرية إبراهيم عليه السلام - وأنقذهم من علائق الكفرة ، ثم تجرد معهم هو وأخوه عن المدن والقرى وأكثر علائق البشر ، ملازمين البراري والفلوات حيث يكثر ظهور الكلمة مع إرسال الله إليهما بمعادن الحكمة إلى أن ماتا عليهما الصلاة والسلام والتحية والإكرام ، فقال مؤكداً تنبيهاً لمن يعد نصر المؤمنين محالاً ، عاطفاً على ما تقديره : فلقد أنشأنا منهما من الأمم ما يعجز الوصف ويفوت الحصر ، ومننا على كثير منهم بالإحسان من ولد إسماعيل عليه السلام إلى أن غير دينه عمرو بن لحي ، ومن ولد إسحاق يعقوب والأسباط عليهم السلام ومن شاء الله من أولادهم : { ولقد مننا } أي أنعمنا إنعاماً مقطوعاً به بما لنا من العظمة ، على أول من أظهر لسان الصدق لإبراهيم عليه السلام وذريته اظهاراً تاماً . وبدأهما بأعرقهما - كما تقدم - في التجرد وأحقهما بالتقدم فقال : { على موسى } أحد أعيان المتجردين ، ومن له القدم الراسخ في ذلك { وهارون* } أي عين من تجرد مع أخيه ووافقه أتم موافقة ، ووازره أعظم موازرة ، بما أتيا به من النبوة والكتاب وغير ذلك من أنواع الخطاب .