الآية 114 وقوله تعالى : { ولقد مننّا على موسى وهارون } يحتمل ما ذكر من المِنّة عليهما الرسالة والنبوّة التي أعطاهما والآيات والحجج التي أعطاهما ، وخصّهما بهما الذي أبقى لهما الذكر والثناء الحسن عليهما في الآخرين لقوله عز وجل : { وتركنا عليهما في الآخرين } { سلام على موسى وهارون } [ الصافات : 119 و120 ] .
وإنما أوجب عليهم ذكر المِنن والنعم التي خصّهم بها ، وفضّلهم من بين غيرهم . وأما أن يوجب عليهم ذكر كل ما منّ عليهم ، وأنعم عليهم ، فذلك ليس في وسع أحد القيام بذكر جميع ما منّ عليه ، وأنعم ، والشكر لها .
وإنما يجب القيام بذكر ما خصّوا بها ظاهرا ، وإن كان بالجملة أخذ عليهم أن يروا{[17888]} جعل النعم والمِنن من الله ، جل وعز ، فضلا منه وإنعاما ، لاحقا عليه بقوله : { ولقد مننّا على موسى وهارون } ما خصّوا بها من الرسالة والنبوّة والآيات والحجج التي جعلت{[17889]} لهم الخصوص . فأما في كل ما منّ عليهم من{[17890]} نعم فلا على ما ذكرنا أن ليس في وسع أحد القيام بشكر كل{[17891]} نعمه في عمره ، وإن طال ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.