مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَلَقَدۡ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ} (114)

قوله تعالى : { ولقد مننا على موسى وهارون ، ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ، ونصرناهم فكانوا هم الغالبين ، وآتيناهما الكتاب المستبين ، وهديناهما الصراط المستقيم ، وتركنا عليهما في الآخرين ، سلام على موسى وهارون ، إنا كذلك نجزي المحسنين ، إنهما من عبادنا المؤمنين }

اعلم أن هذا هو القصة الثالثة من القصص المذكورة في هذه السورة ، واعلم أن وجوه الأنعام وإن كانت كثيرة إلا أنها محصورة في نوعين إيصال المنافع إليه ودفع المضار عنه والله تعالى ذكر القسمين ههنا ، فقوله : { ولقد مننا على موسى وهارون } إشارة إلى إيصال المنافع إليهما ،