في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ} (60)

ومم يضحكون ? وهذا الجد الصارم ، وهذه التبعات الكبيرة ، وما ينتظر الناس من حساب على حياتهم في الأرض . . كله يجعل البكاء أجدر بالموقف الجد ، وما وراءه من الهول والكرب . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ} (60)

{ وَتَضْحَكُونَ{[27721]} } منه استهزاء وسخرية ، { وَلا تَبْكُونَ } أي : كما يفعل الموقنون به ، كما أخبر عنهم : { وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [ الإسراء : 109 ] .


[27721]:- (2) في م: "يضحكون".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ} (60)

والضحك : ضحك الاستهزاء .

والبكاء مستعمل في لاَزمه من خشية الله كقوله تعالى : { ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً } [ الإسراء : 109 ] .

ومن هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين حيث حلوا بحجر ثمود في غزوة تبوك « لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم » أي ضارعين الله أن لا يصيبكم مثل ما أصابهم أو خاشين أن يصيبكم مثل ما أصابهم .

والمعنى : ولا تخشون سوء عذاب الإِشراك فتقلعوا عنه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ} (60)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{و تضحكون} استهزاء {ولا تبكون} يعني كفار مكة مما فيه من الوعيد...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لمشركي قريش: أفمن هذا القرآن أيها الناس تعجبون، أنْ نَزَلَ على محمد صلى الله عليه وسلم، وتضحكون منه استهزاءً به، ولا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله، وأنتم من أهل معاصيه" وأنْتُمْ سامِدُونَ "يقول: وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذكر، معرضون عن آياته يقال للرجل: دع عنا سُمودَك، يراد به: دع عنا لهوك... وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه؛

فقال بعضهم: غافلون. وقال بعضهم: مغنون. وقال بعضهم: مُبَرْطِمون.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ} فيها وجهان:

أحدهما: تضحكون استهزاء ولا تبكون انزجاراً.

الثاني: تفرحون ولا تحزنون، وهو محتمل...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{وَتَضْحَكُونَ} استهزاء {وَلاَ تَبْكُونَ} والبكاء والخشوع حق عليكم. {وَأَنتُمْ سامدون}...

لاهون لاعبون.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{ولا تبكون} حض على البكاء عند سماع القرآن.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

أي أتضحكون وقد سمعتم أن القيامة قربت، فكان حقا أن لا تضحكوا حينئذ...

ولا تبكون} أي كان حقا لكم أن تبكوا منه فتتركون ذلك وتأتون بضده...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان المعجب قد يمسك نفسه عن الضحك، بين أنهم ليسوا كذلك فقال: {وتضحكون} أي استهزاء تجددون ذلك في كل وقت مبتدأ ضحككم منه وهو بعيد من ذلك، ولما كان إنما يورث الحزن بكونه نزل بالحزن قال: {ولا تبكون} أي كما هو حق من يسمعه...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} أي: تستعملون الضحك والاستهزاء به، مع أن الذي ينبغي أن تتأثر منه النفوس، وتلين له القلوب، وتبكي له العيون، سماعا لأمره ونهيه، وإصغاء لوعده ووعيده، والتفاتا لأخباره الحسنة الصادقة...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ومم يضحكون؟ وهذا الجد الصارم، وهذه التبعات الكبيرة، وما ينتظر الناس من حساب على حياتهم في الأرض.. كله يجعل البكاء أجدر بالموقف الجد، وما وراءه من الهول والكرب...