في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا} (6)

ولا يمل ولا يفتر ولا ييئس أمام الإعراض والإصرار : ( فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ) . . فرارا من الداعي إلى الله . مصدر الوجود والحياة ، ومصدر النعم والآلاء ، ومصدر الهدى والنور . وهو لا يطلب أجرا على السماع ولا ضريبة على الاهتداء ! الفرار ممن يدعوهم إلى الله ليغفر لهم ويخلصهم من جريرة الإثم والمعصية والضلال !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا} (6)

{ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا } أي : كلما دعوتهم ليقتربوا من الحق فَروا منه وحَادُوا عنه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا} (6)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ رَبّ إِنّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيَ إِلاّ فِرَاراً * وَإِنّي كُلّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوَاْ أَصَابِعَهُمْ فِيَ آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً } .

يقول تعالى ذكره : قال نوح لما بلغ قومه رسالة ربه ، أو أنذرهم ما أمره به أن ينذرهموه فعصوه ، وردّوا عليه ما أتاهم به من عنده : رَبّ إنّي دَعَوْتُ قَوْمي لَيْلاً وَنهارا إلى توحيدك وعبادتك ، وحذّرتهم بأسك وسطوتك ، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائي إلاّ فِرَارا يقول : فلم يزدهم دعائي إياهم إلى ما دعوتهم إليه من الحقّ الذي أرسلتني به لهم إلاّ فِرَارا يقول : إلا إدبارا عنه وهربا منه وأعراضا عنه . وقد :

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائي إلاّ فِرَارا قال : بلغنا أنهم كانوا يذهب الرجل بابنه إلى نوح ، فيقول لابنه : احذر هذا لايغوينك ، فأراني قد ذهب بي أبي إليه وأنا مثلك ، فحذرني كما حذّرتك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا} (6)

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر : «دعائيَ إلا » بالهمز وفتح الياء ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : «دعايْ » بسكون الياء دون همز ، وروى شبل عن ابن كثير : بنصب الياء دون همز مثل هداي ، وقرأ عاصم أيضاً وسلام ويعقوب : بهمز وياء ساكنة .