في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

( لست عليهم بمصيطر ) . . فأنت لا تملك من أمر قلوبهم شيئا . حتى تقهرها وتقسرها على الإيمان . فالقلوب بين أصابع الرحمن ، لا يقدر عليها إنسان .

فأما الجهاد الذي كتب بعد ذلك فلم يكن لحمل الناس على الإيمان . إنما كان لإزالة العقبات من وجه الدعوة لتبلغ إلى الناس . فلا يمنعوا من سماعها . ولا يفتنوا عن دينهم إذا سمعوها . كان إزالة العقبات من طريق التذكير . الدور الوحيد الذي يملكه الرسول .

وهذا الإيحاء بأن ليس للرسول من أمر هذه الدعوة شيء إلا التذكير والبلاغ يتكرر في القرآن لأسباب شتى .

في أولها إعفاء أعصاب الرسول من حمل هم الدعوة بعد البلاغ ، وتركها لقدر الله يفعل بها ما يشاء . فإلحاح الرغبة البشرية بانتصار دعوة الخير وتناول الناس لهذا الخير ، إلحاح عنيف جدا يحتاج إلى هذا الإيحاء المتكرر بإخراج الداعية لنفسه ولرغائبه هذه من مجال الدعوة ، كي ينطلق إلى أدائها كائنة ما كانت الاستجابة ، وكائنة ما كانت العاقبة . فلا يعني نفسه بهم من آمن وهم من كفر . ولا يشغل باله بهذا الهم الثقيل حين تسوء الأحوال من حول الدعوة ، وتقل الاستجابة ، ويكثر المعرضون والمخاصمون .

ومما يدل على إلحاح الرغبة البشرية في انتصار دعوة الله وتذوق الناس لما فيها من خير ورحمة ، هذه التوجيهات المتكررة للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وهو من هو تأدبا بأدب الله ومعرفة لحدوده ولقدر الله . . ومن ثم اقتضى إلحاح هذه الرغبة هذا العلاج الطويل المتكرر في شتى الأحيان . .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

{ بمصيطر } أي مسلط عليهم قاهر لهم ، تجبرهم على ما تريد [ آية 37 الطور ص 362 ] .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

لستَ عليهم بمسيطر : إنما أنت واعظٌ ومنذر لا متسلط تجبرهم على

ما تريد .

ولستَ عليهم بمتسلّط . وحسابُهم على الله .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

{ فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمصيطر } بمسلط فتقتلهم وتكرههم على الإيمان . نسختها آية القتال .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

" لست عليهم بمصيطر " أي بمسلط عليهم فتقتلهم . ثم نسختها آية السيف . وقرأ هارون الأعور " بمسيطَر " ( بفتح الطاء ) ، و " المسيطَرون{[16016]} " [ الطور : 37 ] . وهي لغة تميم . وفي الصحاح : " المسيطر والمصيطر : المسلِّط على الشيء ، ليشرف عليه ، ويتعهد أحواله ، ويكتب عمله ، وأصله من السطر ، لأن{[16017]} من معنى السطر ألا يتجاوز ، فالكتاب مسطر ، والذي يفعله مسطر ومسيطر . يقال : سيطرت علينا ، وقال تعالى : " لست عليهم بمسيطر " . وسطره أي صرعه .


[16016]:آية 37 سورة الطور. وقد أورده صاحب اللسان وشرحه.
[16017]:كذا في نسخ الأصل وتفسير ابن عادل نقلا عن القرطبي. والذي في الصحاح: "وأصله من السطر، لأن الكتاب مسطر ....".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

ولذلك قال { لست } وأشار إلى القهر بأداة الاستعلاء فقال : { عليهم } أي خاصة { بمصيطر * } أي بمتسلط ، وأما غيرهم فسنسلطك عليهم عن قريب ، وقرأها الكسائي بالسين على الأصل .