في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

ثم يمضي المقطع الثالث في السورة القصيرة يعرض صورة من صور الطغيان : صورة مستنكرة يعجب منها ، ويفظع وقوعها في أسلوب قرآني فريد .

( أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ? أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ? أرأيت إن كذب وتولى ? ألم يعلم بأن الله يرى ? ) .

والتشنيع والتعجيب واضح في طريقة التعبير ، التي تتعذر مجاراتها في لغة الكتابة . ولا تؤدى إلا في أسلوب الخطاب الحي . الذي يعبر باللمسات المتقطعة في خفة وسرعة !

( أرأيت )? أرأيت هذا الأمر المستنكر ? أرأيته يقع ?( أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ? ) .

أرأيت حين تضم شناعة إلى شناعة ? وتضاف بشاعة إلى بشاعة ?

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

{ أرأيت الذي ينهى . . . } نهى أبو الجهل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المسجد الحرام ؛ فلما رآه يصلي فيه قال : ألم أنهك عن هذا ؟ ! ألم أنهك عن هذا ؟ ! فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم . فقال أبو جهل : أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديا ! أي أخبرني يا من يصلح للخطاب : هذا الطاغي الذي ينهى عبد الله عن الصلاة لربه ؟ ألم يعلم بأن الله يراه ويطلع عليه فيجازيه على هذا الفعل المنكر ! ؟ ورأى تتعدى لمفعولين أولهما " الذي " ، وثانيهما محذوف دل عليه قوله تعالى : " ألم يعلم بأن الله يرى " .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

أرأيتَ : أخبِرني .

وبعد ذلك ضَرب الله لنا مثلا من أمثلة الطغيان ، وذكَره على طريقة الاستغراب والتعجيب .

ثم أعقبَ ذِكره بالوعيد والتهديد فقال : { أَرَأَيْتَ الذي ينهى }

أأبصرتَ يا محمد هذا الطاغي الذي ينهى الناس عن الصلاة ، ويحُول دون عبادة الله !

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

ولما كان أفحش ما يكون صد العبد عن خدمة سيده ، قال معبراً بالعبودية منكراً للمبالغة في تقبيح النهي والدلالة على كمال العبودية : { عبداً } أي من العبيد { إذا صلّى * } أي خدم سيده الذي لا يقدر أحد أن ينكر سيادته بإيقاع الصلاة التي هي وصلته به ، وهي أعظم أنواع العبادة ؛ لأنها مع كونها أقرب وصلة إلى الحق انقطاع وتجرد بالكلية عن الخلق ، فكان نهيه له عن ذلك نهياً عن أداء الحق لأهله حسداً أو بغياً ، فكان دالاًّ على أن من طبع أهل كل زمان عداوة أهل الفضل ، وصدهم عن الخير ؛ لئلا يختصوا بالكمال .