في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

57

ثم يمضي السياق في بيان مصير هذه الروح الذي يتراءى لها من بعيد حين تبلغ الحلقوم ، وتستدبر الحياة الفانية ، وتستقبل الحياة الباقية . وتمضي إلى الدينونة التي يكذب بها المكذبون :

( فأما إن كان من المقربين ، فروح وريحان وجنة نعيم . وأما إن كان من أصحاب اليمين ، فسلام لك من أصحاب اليمين . وأما إن كان من المكذبين الضالين . فنزل من حميم . وتصلية جحيم ) .

وقد مرت بنا في أول السورة صور من نعيم المقربين .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

{ فأما إن كان من المقربين } أي فأما إن كان المتوفى الذي بين حاله من السابقين .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

ثم بين الله تعالى أن حال الناس بعد الوفاة ثلاثة أصناف .

فأما إن كان المتوفَّى من الذين عملوا صالحاً وكان من المقربين السابقين .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

ثم ذكر مآل الخلق بعد الموت فقال { فأما إن كان من المقربين }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

قوله تعالى : " فأما إن كان من المقربين " ذكر طبقات الخلق عند الموت وعند البعث ، وبين درجاتهم فقال : " فأما إن كان " هذا المتوفى " من المقربين " وهم السابقون .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

{ فأما إن كان من المقربين } الضمير في { كان } للمتوفى وكرر هنا ما ذكره في أول السورة من تقسيم الناس إلى ثلاثة أصناف السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال فالمراد بالمقربين هنا السابقون المذكورون هناك .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

ولما كان التقدير : لا يقدر أحد أصلاً على ردها بعد بلوغها إلى ذلك المحل لأنا نريد جمع الخلائق للدينونة بما فعلوا فيما أقمناهم فيه وأمرناهم به ولا يكون إلا ما تريد ، فكما أنكم مقرون بأنه خلقكم من تراب وبأنه يعيدكم قهراً إلى التراب يلزمكم حتماً أن تقروا بأنه قادر على أن يعيدكم من التراب{[62302]} فإن أنكرتم هذا اللازم لزمكم إنكار ملزومه ، وذلك مكابرة في الحس فليكن الآخر مثله ، فثبت أنا إنما نعيد الخلائق إلى التراب لنجمعهم فيه ثم نبعثهم منه لنجازي كلاًّ بما يستحق ونقسمهم إلى أزواج ثلاثة { فأما إن كان } أي الميت منهم { من المقربين * } أي السابقين الذين اجتذبهم الحق من أنفسهم فقربهم منه فكانوا مرادين قبل أن يكونوا مريدين{[62303]} ، وليس القرب قرب مكان لأنه تعالى منزه عنه ، وإنما هو بالتخلق بالصفات الشريفة على قدر الطاقة البشرية ليصير الإنسان روحاً خالصاً كالملائكة لا سبيل للحظوظ والشهوات عليه ، فإن قربهم إنما هو بالانخلاع من الإرادة أصلاً ورأساً ، وذلك أنه لا شهوات لهم فلا أغراض فلا فعل إلا ما أمروا به فلا إرادة ، إنما الإرادة للمولى سبحانه وهو معنى{ وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي }[ النحل : 90 ] أي مطلق الإرادة في غير{[62304]} أمر من الله ، لأن المملوك الذي هو لغيره لا ينبغي أن يكون له شيء لا إرادة ولا غيرها - وفقنا الله تعالى لذلك


[62302]:- زيد من ظ.
[62303]:- من ظ، وفي الأصل: مرادين.
[62304]:- زيد من ظ.