اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت وبين درجاتهم ، فقال : { فَأَمَّا إِن كَانَ } .

قد تقدَّم الكلام في «أمَّا » أول الكتاب .

وهنا أمر زائد ، وهو وقوع شرط آخر بعدها .

واختلف النحاة في الجواب المذكور بعدها ، هل هو ل «أما » أو ل «أن » وجواب الأخرى محذوف لدلالة المنطوق عليه والجواب لهما معاً ؟ ثلاثة أقوال{[55153]} :

الأول : لسيبويه{[55154]} .

والثاني : للفارسي في أحد قوليه ، وله قول آخر لسيبويه .

والثالث : للأخفش .

وهذا كما تقدم في الجواب بعد الشرطين المتواردين .

وقال مكي{[55155]} : «ومعنى «أما » عند أبي إسحاق الخروج من شيء إلى شيء ، أي : دع ما كُنَّا فيه ، وخذ في غيره » .

وعلى هذا فيكون الجواب ل «إن » فقط ، لأن «أما » ليست شرطاً ، ورجح بعضهم أن الجواب ل «أمَّا » لأن «إن » كثر حذف جوابها منفردة فادعاء ذلك مع شرط آخر أولى .

قوله : { فَأَمَّا إِن كَانَ } .

الضمير في «كان » و«كان » و«كان » للمتوفى ، لدلالة «فلَوْلاَ ترجعونها » ، والمراد بالمقربين : السابقين لقوله تعالى { والسابقون السابقون أولئك المقرّبون } .


[55153]:ينظر: الدر المصون 6/270.
[55154]:ينظر: الكتاب 1/442.
[55155]:ينظر: المشكل 2/714.