الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (88)

قوله : { فَأَمَّآ إِن كَانَ } قد تقدَّم الكلامُ في " إمَّا " في أولِ هذا الموضوعِ مستوفىً ولله الحمدُ . وهنا أمرٌ زائدٌ وهو وقوعُ شرطٍ آخرَ بعدها . واختلف النحاةُ في الجوابِ المذكورِ بعدها : هل هو ل " أمَّا " أو ل " إنْ " ، وجوابُ الأخرى محذوفٌ لدلالةِ المنطوقِ عليه ، أو الجوابُ لهما معاً ؟ ثلاثةُ أقوالٍ ، الأولُ لسيبويه والثاني للفارسيِّ في أحدِ قولَيْه ، وله قولٌ آخرُ كسيبويهِ ، والثالث للأخفش ، وهذا كما تقدَّم في الجوابِ بعد الشرطَيْن المتواردَيْن . وقال مكي : " ومعنى " أمَّا " عند أبي إسحاقَ الخروجُ مِنْ شيءٍ إلى شيءٍ ، أي : دَعْ ما كُنَّا فيه وخُذْ في غيره " . قلت : وعلى هذا فيكونُ الجوابُ ل " إنْ " فقط لأنَّ " أمَّا " ليسَتْ شرطاً . ورجَّح بعضُهم أنَّ الجوابَ ل " أمَّا " ؛ لأنَّ " إنْ " كَثُرَ حَذْفُ جوابِهانفردةً ، فادِّعاءُ ذلك مع شرطٍ آخرَ أَوْلَى . والضميرُ في " كان " و " كان " للمتوفَّى لدلالةِ قولِه : " فلولا تَرْجِعُونَها " .