في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

( فبأي حديث بعده يؤمنون ? ) . .

والذي لا يؤمن بهذا الحديث الذي يهز الرواسي ، وبهذه الهزات التي تزلزل الجبال ، لا يؤمن بحديث بعده أبدا . إنما هو الشقاء والتعاسة والمصير البائس ، والويل المدخر لهذا الشقي المتعوس !

ختام السورة:

إن السورة بذاتها ، ببنائها التعبيري ، وإيقاعها الموسيقي ، ومشاهدها العنيفة ، ولذعها الحاد . . إنها بذاتها حملة لا يثبت لها قلب ، ولا يتماسك لها كيان .

فسبحان الذي نزل القرآن ، وأودعه هذا السلطان !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

{ فبأي حديث بعده } أي بعد القرآن الناطق بأخبار النشأتين على نمط بديع معجز ، مؤسس على حجج قاطعة . { يؤمنون } إذا لم يؤمنوا به ؛ أي لا يؤمنون بشيء بعده .

والله أعلم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

قوله تعالى : " فبأي حديث بعده يؤمنون " أي إن لم يصدقوا بالقرآن الذي هو المعجز والدلالة على صدق الرسول عليه السلام ، فبأي شيء يصدقون ! وكرر : " ويل يومئذ للمكذبين " لمعنى تكرير التخويف والوعيد . وقيل : ليس بتكرار ، لأنه أراد بكل قول منه غير الذي أراد بالآخر ، كأنه ذكر شيئا فقال : ويل لمن يكذب بهذا ، ثم ذكر شيئا آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا ، ثم ذكر شيئا آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا . ثم كذلك إلى آخرها . ختمت السورة ولله الحمد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

قوله : { فبأيّ حديث بعده يؤمنون } إذا لم يؤمن هؤلاء المشركون الضالون بهذا القرآن الرباني المعجز ، ذي النظم الكامل الفذ ، والأسلوب العجيب الفريد الذي لا يدانيه أو يضاهيه حديث أو كلام ، فبأي شيء بعذ ذلك يصدقون{[4727]} .


[4727]:تفسير القرطبي جـ 19 ص 163- 168 والكشاف جـ 4 ص 104، 105 وفتح القدير جـ 5 ص 360.