وقوله سبحانه : { لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ } بيان لوصفها وحالها فالجملة مفسرة أو مستأنفة من غير حاجة إلى جعلها خبر مبتدأ محذوف وقيل حال من سقر والعامل فيها معنى التعظيم أي أعظم سقر وأهول أمرها حال كونها لا تبقى الخ وليس بذاك أي لا تبقى شيئاً يلقى فيها إلا أهلكته وإذا هلك لم تذره هالكاً حتى يعاد وقال ابن عباس لا تبقى إذا أخذت فيهم لم تبق منهم شيئاً وإذا بدلوا خلقاً جديداً لم تذر أن تعاودهم سبيل العذاب الأول وروى نحوه عن الضحاك بزيادة ولكل شيء فترة وملالة إلا جهنم وقيل لا تبقى على شيء ولا تدعه من الهلاك بل كل ما يطرح فيها هالك لا محالة وقال السدي لا تبقى لهم لحماً ولا تذر عظماً وهو دون ما تقدم .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم أخبر الله عنها تعظيما لها، لشدتها ليعذبه بها، فقال: {لا تبقي ولا تذر} يعني لا تبقي النار إذا رأتهم حتى تأكلهم ولا تذرهم إذا حلفوا لها حتى تواقعهم.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
ثم بين الله تعالى ذكره ما سقر، فقال: هي نار لا تُبْقى من فيها حيا وَلا تَذَرُ من فيها ميتا، ولكنها تحرقهم كلما جدّد خلقهم.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
يحتمل أي لا تبقي حياة يتلذذ بها {ولا تذر} لا تذره فيستريح، بل تبقيه أبدا في الهلاك كما قال تعالى: {فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى} [طه: 74]. لا تبقي له جلدا ولا لحما ولا عظما، بل تنضج جلده، وتأكل لحمه، وتكسر عظمه، ولا تذره على تلك الحال: كسر العظم وأكل اللحم ونضج الجلد، بل يعاد جلده ولحمه وعظمه، فتحرقها كذلك أبدا، لا تبقي له روحا، ولا تذره، فيهرب فيها، فيتخلص من عذابها.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
لكل شيء فترة وملالة إلاّ لجهنم.
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
لا تبقي أحداً من أهلها أن تتناوله، ولا تذره من العذاب، حكاه ابن عيسى.
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
قال مجاهد: لا تبقى حيا فيستريح، ولا ميتا فيتخلص.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
{لا تبقي} على من ألقي فيها، {ولا تذر} غاية من العذاب إلا وصلته إليها.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
قد تكون هذه الآية إشارة إلى أنّ نار جهنّم بخلاف نار الدنيا التي ربّما تركت بعض ما ألقي فيها ولم تحرقه، وإذا نالت إنساناً مثلاً نالت جسمه وصفاته الجسمية وتبقى روحه وصفاته الروحية في أمان منها، وأمّا «سقر» فلا تدع أحداً ممن ألقي فيها إلاّ نالته واحتوته بجميع وجوده، فهي نار شاملة تستوعب جميع من ألقي فيها.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.