في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا} (11)

وظاهرة النهار ليكون معاشا تتم فيه الحركة والنشاط . . بهذا توافق خلق الله وتناسق . وكان هذا العالم بيئة مناسبة للأحياء . تلبي ما ركب فيهم من خصائص . وكان الأحياء مزودين بالتركيب المتفق في حركته وحاجاته مع ما هو مودع في الكون من خصائص وموافقات . وخرج هذا وهذا من يد القدرة المبدعة المدبرة متسقا أدق اتساق !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا} (11)

معاشا : وقتا لتحصيل أسباب المعاش .

6-{ وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً } وجعلنا النهارَ وقتَ سعيٍ لكم ، تسعون فيه لتحصيل ما به تعيشون وتتصرّفون . فكما كان النومُ انقطاعاً عن الحياة ، كانت اليقظةُ حياة . والنهارُ زمنُ هذه الحياة ، فيه يستيقظ الناس ويتقلبون في حوائجهم ومكاسبهم .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا} (11)

{ وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً } مصدر ميمي بمعنى العيش وهو الحياة المختصة بالحيوان على ما قال الراغب دون العامة لحياة الملك مثلاً ووقع هنا ظرفاً كما قيل في نحو أتيتك خفوق النجم وطلوع الفجر وجوز أن يكون اسم زمان وتعقب بأنه لم يثبت مجيئه كذلك في اللغة والمعنى وجعلنا النها روقت معاش أي حياة تبعثون فيه من نومكم الذي هو أخو الموت وكأنه لما جعل سبحانه النوم موتاً مجازاً جعل جل شأنه اليقظة معاشاً كذلك لكن أوثر النهار ليناسب المتوسط وقيل المعنى وجعلنا النهار وقت معاض تتقلبون فيه لتحصيل ما تعيشون به وهو أنسب بجعل السبات فيما تقدم بمعنى القطع عن الحركة على ما قيل ولا يخفي حسن ذكر جعل الليل لباساً بعد جعل النوم سباتاً وهو مشير إلى حكمة جعل النوم ليلاً أيضاً لأن النائم معطل الحواس فكان محتاجاً لساتر عما يضره فهو أحوج ما يكون للدثار وضرب خيام الاستتار وفي «الكشف » أن المطابقة بين قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا الليل لِبَاساً } [ النبأ : 10 ] وقوله سبحانه : { وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً } مصرحة وفيه مطابقة معنوية أيضاً مع قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا } من حيث أن النهار وقت اليقظة والمعاش في مقابلة السبات لأنه حركة الحي ومنه علم أن قوله تعالى : { سُبَاتاً وَجَعَلْنَا الليل لِبَاساً } غير مستطرد ووجه النظم أنه لما ذكر خلقهم أزواجاً استوفي أحوالهم مقترنين ومفترقين اه وفيه تعريض بالطيبي حيث زعم الاستطراد إذا أريد بالمعاش اليقظة وبالسبات الموت .