تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
وذلك أن الخيل صبحت العدو بغارة ، يقول : أغارت عليهم صبحا . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله : { فالمُغِيرَاتِ صُبْحا } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ؛
فقال بعضهم : معنى ذلك : { فالمغيرات صبحا } على عدوّها علانية ... عن ابن عباس ، قال : سألني رجل عن المغيرات صبحا ، فقال : الخيل تغير في سبيل الله ...
وقال آخرون : عُنِي بذلك الإبل حين تدفع بركبانها من «جَمْعٍ » يوم النحر إلى «مِنَى » ...
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : أن يقال : إن الله جلّ ثناؤه أقسم بالمُغيرات صبحا ، ولم يخصصْ من ذلك مغيرة دون مغيرة ، فكلّ مغيرة صُبحا فداخلة فيما أقسم به ، وقد كان زيد بن أسلم يذكر تفسير هذه الأحرف ويأباها ، ويقول : إنما هو قسم أقسم الله به .
وكانوا يغيرون صباحا لأنهم في الليل يكونون في الظلمة فلا يبصرون شيئا ، وأما النهار فالناس يكونون فيه كالمستعدين للمدافعة والمحاربة ، أما هذا الوقت فالناس يكونون فيه في الغفلة وعدم الاستعداد ... ومعنى الإغارة في اللغة الإسراع ، . ...
البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :
وفي هذا دليل على أن هذه الأوصاف لذات واحدة ، لعطفها بالفاء التي تقتضي التعقيب . والظاهر أنها الخيل التي يجاهد عليها العدو من الكفار ، ولا يستدل على أنها الإبل بوقعة بدر ، وإن لم يكن فيها إلا فرسان ، لأنه لم يذكر أن سبب نزول هذه السورة هو وقعة بدر ، ثم بعد ذلك لا يكاد يوجد أن الإبل جوهد عليها في سبيل الله ، بل المعلوم أنه لا يجاهد في سبيل الله تعالى إلا على الخيل في شرق البلاد وغربها . ...
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
يعني : الإغارة وقت الصباح ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير صباحًا ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ فالمغيرات } أي بإغارة أهلها عليها على العدو ، والإغارة الركض الشديد لإرادة القتل والنهب . ولما كانت الإغارة الكائن عنها الثبور والويل أروع ما تكون في أعقاب الليل قال : { صبحاً } أي ذات دخول في الصباح . ...
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
يعدون ليلاً لئلا يشعر بهم العدو ويهجمون صباحاً ليروا ما يأتون وما يذرون وكانوا يتحمسون بذلك ...
قوله تعالى : { فالمغيرات صبحا }
الخيل تغير على العدو عند الصبح ، عن ابن عباس وأكثر المفسرين . وكانوا إذا أرادوا الغارة سروا ليلا ، ويأتون العدو صبحا ؛ لأن ذلك وقت غفلة الناس . ومنه قوله تعالى : { فساء صباح المنذرين }{[16298]} [ الصافات : 177 ] . وقيل : لعزهم أغاروا نهارا ، و " صبحا " على هذا ، أي علانية ، تشبيها بظهور الصبح . وقال ابن مسعود وعلي رضي الله عنهما : هي الإبل تدفع بركبانها يوم النحر من منى إلى جمع . والسنة ألا تدفع حتى تصبح ، وقاله القرظي . والإغارة : سرعة السير ، ومنه قولهم :
أشرق ثَبِير{[16299]} ، كيما نُغِير .
قوله : { فالمغيرات صبحا } أي تغير على العدو في وقت الصبح . وصبحا ، منصوب على الظرف{[4850]} ، ويستوي في المغيرات الخيل أو غيرها من المركوبات . فإنه لم يخصص من ذلك مغيرة دون مغيرة ، فكل مغيرة صبحا داخل في المقسوم به ، سواء كان من الخيل أو الإبل أو الحافلات المصنوعة من مثال المراكب على اختلاف أصنافها وضروبها في العصر الراهن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.