الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَٱلۡمُغِيرَٰتِ صُبۡحٗا} (3)

قوله : { فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً } : صُبْحاً : ظرفٌ ، أي : التي تُغير وقتَ الصبح ، يقال : أغارَ يُغير إغارةً باغَتَ عَدُوَّه لنَهْبٍ أو قَتْلٍ أو أَسْرٍ ، قال :

فلَيْتَ لي بهمُ قوماً إذا رَكِبوا *** شَنُّوا الإِغارةَ فُرْساناً ورُكْبانا

و " غار " لُغَيَّةٌ ، وأغار وغارَ أيضاً : نَزَل الغَوْرَ ، وهو المُنْهَبَطُ من الأرض . واختلف الناسُ في موصوفاتِ هذه الصفاتِ - أعني العاديات وما بعدها - فقيل : الخيلُ ، أي والخيلِ العادياتِ ، فالمُورياتِ ، فالمُغيراتِ . ونظيرُ العطفِ هنا كالعطفِ في قولِه :

يا لَهْفَ زيَّابةَ لِلحارِث ال *** صابحِ فالغانِمِ فالآئِبِ

وتقدَّم تقريرُه أولَ البقرة . وقيل : التقديرُ : والإِبلِ العادياتِ مِنْ عرفةَ إلى مزدلفةَ ، ومِنْ مزدلفةَ إلى مِنى ، كما تقدَّم عن أمير المؤمنين . ويَدُلُّ له قولُ صفيَّةَ بنتِ عبد المطلب :

أمَا والعادياتِ غَداةَ جَمْعٍ *** بأَيْديها إذا سَطَع الغُبارُ

وقيل : " فالموريات " ، أي : الجماعةُ التي تَمْكُرُ في الحرب . تقول العرب : لأُوْرِيَنَّ لك ، لأَمْكُرَنَّ بك .