في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

ثم نعود إلى ظلال القرآن !

( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ) . .

من ماء النطفة الذي هو المرحلة الأولى في تطور الجنين : من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى العظام إلى كمال التكوين الجنيني ، في هذه السلالة التي تبدأ بالماء المهين . وإنها لرحلة هائلة حين ينظر إلى طبيعة التطورات التي تمر بها تلك النقطة الضائعة من ذلك الماء المهين . حتى تصل إلى الإنسان المعقد البديع التكوين ! وإنها لمسافة شاسعة ضخمة بين الطور الأول والطور الأخير .

وذلك ما يعبر عنه القرآن في آية واحدة تصور هذه الرحلة المديدة :

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

" ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين " تقدم في " المؤمنون " وغيرها{[12649]} . وقال الزجاج : " من ماء مهين " ضعيف . وقال غيره : " مهين " لا خطر له عند الناس .


[12649]:راجع ج 12 ص 109.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ} (8)

ولما كان قلب{[54664]} الطين إلى هذا الهيكل على هذه الصورة بهذه المعاني أمراً هائلاً ، أشار{[54665]} إليه بأداة البعد في قوله : { ثم جعل نسله } أي ولده الذي ينسل أي يخرج { من سلالة } أي من شيء مسلول ، أي منتزع منه { من ماء مهين } أي حقير وضعيف {[54666]}وقليل مراق مبذول{[54667]} ، فعيل بمعنى مفعول ،


[54664]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ذلك.
[54665]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: المشار.
[54666]:في الأصل بياض، ملأناه من ظ وم ومد.
[54667]:في الأصل بياض، ملأناه من ظ وم ومد.