في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

( فبأي حديث بعده يؤمنون ? ) . .

والذي لا يؤمن بهذا الحديث الذي يهز الرواسي ، وبهذه الهزات التي تزلزل الجبال ، لا يؤمن بحديث بعده أبدا . إنما هو الشقاء والتعاسة والمصير البائس ، والويل المدخر لهذا الشقي المتعوس !

ختام السورة:

إن السورة بذاتها ، ببنائها التعبيري ، وإيقاعها الموسيقي ، ومشاهدها العنيفة ، ولذعها الحاد . . إنها بذاتها حملة لا يثبت لها قلب ، ولا يتماسك لها كيان .

فسبحان الذي نزل القرآن ، وأودعه هذا السلطان !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

41

المفردات :

حديث : كلام .

التفسير :

50- فبأيّ حديث بعده يؤمنون .

أي : إذا لم يؤمنوا بالقرآن الكريم مع وضوح حجته واكتمال فصاحته وبلاغته ، فبأي كلام يؤمنون ؟

وذلك كقوله تعالى : فبأيّ حديث بعد الله وآياته يؤمنون . ( الجاثية : 6 ) .

جاء في تفسير ابن كثير :

روي عن أبي هريرة : إذا قرأ : والمرسلات عرفا . فقرأ : فبأيّ حديث بعده يؤمنون . فلقيل : آمنت بالله وبما أنزل . أخرجه ابن أبي حاتم .

فضل سورة المرسلات .

عن ابن عباس أن أمّ الفضل سمعته يقرأ : والمرسلات عرفا . فقالت : يا بنيّ : ذكرتني بقراءتك هذه السورة ، إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب6 .

وقد أخرجه الشيخان من طريق مالك عن الزهري .

***

وكان الفراغ من تفسير الجزء ( التاسع والعشرين ) من القرآن الكريم عصر يوم الإثنين 29 من المحرم 1422 ه ، الموافق 23/4/2001 م ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

***

تخريج أحاديث وهوامش

تفسير القرآن الكريم

( الجزء التاسع والعشرون )

خرّج أحاديثه

الأستاذ

كمال سعيد فهمي

1 في ظلال القرآن 29/ 231 ، بتصرف .

2 تفسير الطبري 29/142 مطبعة بولاق ، الطبعة الأولى ، 1329 ه .

3 الكفات : ما يكفت ، أي يضم ويجمع .

4 في الشعر العربي :

والمستجير بعمر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار

والرمضاء هي الرمل الساخن من شدة الحر ، أي من قصد عمرا وهو في كربة فلن يجد ما يخفف عنه ، بل سيجد ما يزيده ألما ، وينقله إلى ما هو أشد ، كمن ينتقل من حرارة الرمال إلى حرارة النار . وكذلك الكفار ينتقلون من حرارة المحشر إلى ظل خانق لا يحمى من الحرّ ولا يقي من النار ، وهو ظل مؤلم لا مريح .

5 تفسير النسفي 4/242 ، 243 .

6 يا بني والله لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة :

رواه البخاري في الآذان ( 763 ) ومسلم في الصلاة ( 462 ) وأبو داود في الصلاة ( 810 ) وأحمد في مسنده ( 26344 ) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : إن أم الفضل سمعته وهو يقرأ : { والمرسلات عرفا } فقالت : يا بني والله لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب .

***

تم بحمد الله تخريج أحاديث وهوامش

الجزء ( التاسع والعشرين )

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

{ فبأي حديث بعده } أي بعد القرآن الناطق بأخبار النشأتين على نمط بديع معجز ، مؤسس على حجج قاطعة . { يؤمنون } إذا لم يؤمنوا به ؛ أي لا يؤمنون بشيء بعده .

والله أعلم .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

شرح الكلمات :

{ بعده يؤمنون } : أي بعد القرآن غذ الكتب غيره ليست معجزة والقرآن هو المعجز بألفاظه ومعانيه فمن لم يؤمن بالقرآن ما آمن بغيره بحال من الأحوال .

المعنى :

وقوله تعالى { فبأي حديث بعده يؤمنون } أي فبأي كتاب يؤمن هؤلاء المكذبون إذا لم يؤمنوا بالقرآن وذلك لما فيه من الخير والهدى ولما يدعو إليه من السعادة والكمال كما أنه معجز بألفاظه ومعانيه بخلاف الكتب غيره فمن لم يؤمن به لا يرجى له أن يؤمن بغيره بحال من الأحوال .

/ذ50

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } أبالباطل الذي هو كاسمه ، لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدليل ؟ أم بكلام كل مشرك كذاب أفاك مبين ؟ .

فليس بعد النور المبين إلا دياجى الظلمات ، ولا بعد الصدق الذي قامت الأدلة والبراهين على صدقه إلا الكذب الصراح والإفك المبين{[1330]} ، الذي لا يليق إلا بمن يناسبه .

فتبا لهم ما أعماهم ! وويحا لهم ما أخسرهم وأشقاهم !

نسأل الله العفو والعافية [ إنه جواد كريم . تمت ] .


[1330]:- في ب: الذي قامت عليه الأدلة والبراهين القاطعة إلا الإفك الصراح والكذب المبين.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

قوله تعالى : " فبأي حديث بعده يؤمنون " أي إن لم يصدقوا بالقرآن الذي هو المعجز والدلالة على صدق الرسول عليه السلام ، فبأي شيء يصدقون ! وكرر : " ويل يومئذ للمكذبين " لمعنى تكرير التخويف والوعيد . وقيل : ليس بتكرار ، لأنه أراد بكل قول منه غير الذي أراد بالآخر ، كأنه ذكر شيئا فقال : ويل لمن يكذب بهذا ، ثم ذكر شيئا آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا ، ثم ذكر شيئا آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا . ثم كذلك إلى آخرها . ختمت السورة ولله الحمد .