في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

عندئذ من الله عليهم ووقاهم عذاب السموم ، الذي يتخلل الأجساد كالسم الحار اللاذع ! وقاهم هذا العذاب منة منه وفضلا ، لما علم من تقواهم وخشيتهم وإشفاقهم . وهم يعرفون هذا . ويعرفون أن العمل لا يدخل صاحبه الجنة إلا بمنة من الله وفضل . فما يبلغ العمل أكثر من أن يشهد لصاحبه أنه بذل جهده ، ورغب فيما عند الله . وهذا هو المؤهل لفضل الله .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

25

المفردات :

فمنّ الله علينا : فتفضل علينا كرما منه .

السموم : النار الشديدة الحرارة ، وسميت سموما لأنها تخترق مسام الجلد .

التفسير :

27- { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } .

فتفضل الله علينا بمنّه ورحمته ، لقد وفقنا للطاعات في الدنيا تفضّل علينا بدخول الجنة ، وحفظنا من عذاب السموم ، وهو عذاب النار الذي يتسلل إلى مسام الجسم .

وهذا اعتراف لله بالفضل والمنة ، حيث وفقهم للعمل الصالح في الدنيا ، وتفضل عليهم بدخول الجنة ، وإبعادهم عن عذاب السموم .

روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لن يدخل الجنة أحد منكم بعمله " . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل رحمته ، فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنينّ أحدكم الموت ، إما محسنا فلعله أن يزداد في إحسانه ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب " iii . أي : يتوب إلى الله تعالى ، ويطلب العتبى والمغفرة .

وقد ورد أن عبادة الإنسان كلها في حياته لا تكافئ نعمة واحدة ، كنعمة البصر ، فضلا عن سائر النعم ، وهذا يجعل المسلم يشكر ربه ، ويعترف لله تعالى بفضله ومنته ، وواسع رحمته ، وعميم إحسانه ونعمائه .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

{ ووقانا عذاب السموم } عذاب النار النافذه في المسام نفوذ السموم ، وهي الريح الحارة التي تتخلل المسام ، وتؤثر في الأجسام تأثير السم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

السّموم : النار .

إذ تفضّل برحمته لنا ، ووقانا عذاب النار .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

شرح الكلمات :

{ فمن الله علينا } : أي بالمغفرة .

{ ووقانا عذاب السموم } : أي وحفظنا من عذاب النار التي يدخل حرها في مسام الجسم .

المعنى :

إنا كنا أي في الدنيا في أهلنا مشفقين أي خائفين من عذاب ربنا فترتب على ذلك أن منَّ الله علينا بدخول الجنة ووقانا عذاب السموم الذي هو عذاب النار الذي ينفذ إلى المسام والعياذ بالله تعالى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا } بالهداية والتوفيق ، { وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } أي : العذاب الحار الشديد حره .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

" فمن الله علينا " بالجنة والمغفرة . وقيل : بالتوفيق والهداية . " ووقانا عذاب السموم " قال الحسن : " السموم " اسم من أسماء النار وطبقة من طباق جهنم . وقيل : هو النار كما تقول جهنم . وقيل : نار عذاب السموم . والسموم الريح الحارة تؤنث ، يقال منه : سم يومنا فهو مسموم والجمع سمائم قال أبو عبيدة : السموم بالنهار وقد تكون بالليل ، والحرور بالليل وقد تكون بالنهار ، وقد تستعمل السموم في لفح البرد وهو في{[14308]} لفح الحر والشمس أكثر ، قال الراجز :

اليوم يومٌ باردٌ سَمُومُه *** مَنْ جَزِع اليوم فلا ألومه


[14308]:الزيادة من ن.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

ولما حكى عنهم سبحانه أنهم أثبتوا لأنفسهم عملاً تدريباً لمن أريدت سعادته ، فكان بحيث يظن أنهم رأوه هو السبب لما وصلوا إليه ، قالوا نافين لهذا الظن ، مبينين أن ما هم فيه إنما هو{[61567]} ابتداء تفضل من الله تعالى لأن إشفاقهم{[61568]} منه سبحانه لكيلا يعتمد الإنسان على شيء من عمله فلا يزال معظماً لربه خائفاً منه : { فمنّ الله } الذي له جميع الكمال بسب إشفاقنا منه { علينا } بما يناسب كماله فأمّننا { ووقانا } أي وجنبنا بما سترنا به{[61569]} { عذاب السموم * } أي الحر النافذ في المسام نفوذ السم .


[61567]:- زيد من مد.
[61568]:- من مد، وفي الأصل: واشفاقه.
[61569]:- زيد في الأصل من، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.