اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} (27)

«فَمَنَّ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ » . قال الكلبي : عذاب النار . وقال الحسن : ( - رضي الله عنه - ){[53203]} : السموم اسمٌ من أسماء جهنم . والسَّمُوم في الأصل الرِّيحُ الحَارَّة التي تَتَخَلَّل المَسَامَّ ، والجمع سَمَائِمُ . وسُمَّ يَوْمُنَا أي اشتدَ حَرُّهُ{[53204]} . وقال ثعلب : السموم شدة الحر أو شدة البرد في النَّهَار{[53205]} وقال أبو عبيدة : السموم بالنهار وقد يكون بالليل والحَرُور بالليل وقد يكون بالنهار وقد يستعمل السموم في لَفْحِ البَرد وهو في لفح الحر والشمس أكثر{[53206]} . وقد تقدم شيء من ذلك في سُورة «فاطر » .

وقرأ العامة : وَوَقَانَا بالتخفيف ، وأبو حَيْوَة بالتَّشديد{[53207]} وقد تقدم . قوله : «إنَّا كُنَّا قَبْلُ » أي في الدنيا «نَدْعُوهُ » نُخْلِصُ له العبادة .


[53203]:ما بين الأقواس سقط من (ب). وانظر هذه الأقوال في تفاسير البغوي والخازن 6/251 والقرطبي 17/70.
[53204]:وانظر القرطبي المرجع السابق.
[53205]:ينظر فصيح الإمام ثعلب واللسان "سَ مَ مَ" 2103.
[53206]:كذا نسبه أيضا القرطبي في الجامع 17/70 وصاحب اللسان "سَمَمَ" لأبي عبيدة ولم أجده في مجازه عند التحدث عن تلك الآية. وانظر اللسان "سمم" 2103.
[53207]:ذكرها أبو حيان في البحر المحيط 8/150 وهي شاذة.