في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

وتبين الطريق الواحد الذي يساق إليه كل حي في نهاية المطاف : ( إلى ربك يومئذ المساق ) . .

إن المشهد ليكاد يتحرك وينطق . وكل آية ترسم حركة . وكل فقرة تخرج لمحة . وحالة الاحتضار ترتسم ويرتسم معها الجزع والحيرة واللهفة ومواجهة الحقيقة القاسية المريرة ، التي لا دافع لها ولا راد . . ثم تظهر النهاية التي لا مفر منها . . ( إلى ربك يومئذ المساق ) . .

ويسدل الستار على المشهد الفاجع ، وفي العين منه صورة ، وفي الحس منه أثر ، وعلى الجو كله وجوم صامت مرهوب .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

26

المفردات :

والتفت الساق بالساق : التصقت ساقه بساقه ، والتوت عليها عند رعدة الموت ، وقيل : الساق كناية عن شدة ، ومنه : قامت الدنيا على ساق ، وقامت الحرب على ساق .

المساق : سوق العباد إلى الجزاء .

التفسير :

29 ، 30- والتفت السّاق بالسّاق* إلى ربك يومئذ المساق .

انتهت الحياة ، والتصقت ساق بساق ، والتوت عليها عند هلع الموت ، فالساق هنا ساق حقيقية .

ويصح أن يراد بالساق الشدة ، ومنه : وقفت الحرب على ساق .

وقال ابن عباس : التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة .

ونحوه قول عطاء : اجتمع عليه شدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق ، وشدة القدوم على ربه عز وجل .

إلى ربك يومئذ المساق .

أي : إلى الله عز وجل مساق العباد ، ورجوعهم من الدنيا إلى الآخرة .

قال تعالى : إنّ إلى ربك الرجعى . ( العلق : 8 ) .

وفي الآخرة يجازى كل إنسان بعمله ، ويدخل الأخيار الجنة ، ويساق الفجار إلى النار .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

{ إلى ربك يومئذ المساق } إلى حكم الله تعالى سوقه لا غيره . مصدر ميمي كالمقال .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

المساق : المرجع والمآب إلى الله .

إلى خالقك المرجع والمآب ، فإما إلى جنة وإما إلى النار .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

فتساق إلى الله تعالى ، حتى يجازيها بأعمالها ، ويقررها بفعالها .

فهذا الزجر ، [ الذي ذكره الله ] يسوق القلوب إلى ما فيه نجاتها ، ويزجرها عما فيه هلاكها . ولكن المعاند الذي{[1301]}  لا تنفع فيه الآيات ، لا يزال مستمرا على بغيه وكفره وعناده .


[1301]:- كذا في ب، وفي أ: التي.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

ولما صور وقت تأسفه على الدنيا وإعراضه عنها ، ذكر غاية ذلك فقال مفرداً النبي{[70294]} صلى الله عليه وسلم بالخطاب إشارة إلى أنه لا يفهم هذا حق فهمه غيره : { إلى ربك } أي {[70295]}موعد وحكم{[70296]} المحسن إليك بإرسالك وتصديقك في جميع ما بلغته عنه ونصرك على كل من ناواك{[70297]} ، لا إلى غيره { يومئذ * } أي إذ وقع هذا الأمر { المساق * } أي السوق-{[70298]} وموضع السوق وزمانه ، كل ذلك داخل في حكمه ، قد انقطعت عنه أحكام أهل الدنيا ، فإما أن تسوقه الملائكة إلى سعادة بينة وإما{[70299]} إلى شقاوة بينة ، أو هو كناية عن عرضه بعد الموت على الله تعالى فلا ينفعه إذا حقق له الوعظ بالموت قوله{[70300]} : أموت فأستريح ، فإنه يرجع بالموت إلى سيده ، فإن كان مطيعاً{[70301]} لقيه بما يرضيه ، وإن كان عاصياً لقيه بما يلقى{[70302]} به العبد الآبق على قدر إباقه .


[70294]:من م، وفي الأصل و ظ: للنبي.
[70295]:من ظ و م، وفي الأصل: الموعد والحكم بين يدي.
[70296]:من ظ و م، وفي الأصل: الموعد والحكم بين يدي.
[70297]:من م، وفي الأصل و ظ: نواك.
[70298]:زيد من ظ و م.
[70299]:من ظ و م، وفي الأصل: أو.
[70300]:زيد في الأصل: أو، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70301]:زيد في الأصل: له، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70302]:من ظ و م، وفي الأصل: يرضى.