نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

ولما صور وقت تأسفه على الدنيا وإعراضه عنها ، ذكر غاية ذلك فقال مفرداً النبي{[70294]} صلى الله عليه وسلم بالخطاب إشارة إلى أنه لا يفهم هذا حق فهمه غيره : { إلى ربك } أي {[70295]}موعد وحكم{[70296]} المحسن إليك بإرسالك وتصديقك في جميع ما بلغته عنه ونصرك على كل من ناواك{[70297]} ، لا إلى غيره { يومئذ * } أي إذ وقع هذا الأمر { المساق * } أي السوق-{[70298]} وموضع السوق وزمانه ، كل ذلك داخل في حكمه ، قد انقطعت عنه أحكام أهل الدنيا ، فإما أن تسوقه الملائكة إلى سعادة بينة وإما{[70299]} إلى شقاوة بينة ، أو هو كناية عن عرضه بعد الموت على الله تعالى فلا ينفعه إذا حقق له الوعظ بالموت قوله{[70300]} : أموت فأستريح ، فإنه يرجع بالموت إلى سيده ، فإن كان مطيعاً{[70301]} لقيه بما يرضيه ، وإن كان عاصياً لقيه بما يلقى{[70302]} به العبد الآبق على قدر إباقه .


[70294]:من م، وفي الأصل و ظ: للنبي.
[70295]:من ظ و م، وفي الأصل: الموعد والحكم بين يدي.
[70296]:من ظ و م، وفي الأصل: الموعد والحكم بين يدي.
[70297]:من م، وفي الأصل و ظ: نواك.
[70298]:زيد من ظ و م.
[70299]:من ظ و م، وفي الأصل: أو.
[70300]:زيد في الأصل: أو، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70301]:زيد في الأصل: له، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70302]:من ظ و م، وفي الأصل: يرضى.