في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

ثم يجيء الجواب كنبرة الختام :

نار حامية . .

هذه هي أم الذي خفت موازينه ! أمه التي يفيء إليها ويأوي ! والأم عندها الأمن والراحة . فماذا هو واجد عند أمه هذه . . الهاوية . . النار . . الحامية ! !

إنها مفاجأة تعبيرية تمثل الحقيقة القاسية !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

11- نار حامية .

هي نار شديدة الحرارة ، شديدة الإحراق ، شديدة اللهيب والتعذيب والإيلام لأهلها ، وهذا دليل على قوّتها التي تفوق جميع النيران .

نقول من مختصر تفسير ابن كثير :

روى ابن جرير ، عن الأشعث بن عبد الله الأعمى قال : إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين ، فيقولون : روّحوا أخاكم فإنه كان في غمّ الدنيا : قال : ويسألونه : ما فعل فلان ؟ فيقول : مات ، أو ما جاءكم ؟ فيقولون : ذهب به إلى أمه الهاويةii .

وقوله تعالى : نار حامية . أي : حارة شديدة الحر ، قوية اللهب والسعير . عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ) ، قالوا : يا رسول الله ، إن كانت لكافية ؟ فقال : ( إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا )iii . وفي رواية : ( كلهن مثل حرها ) .

وروى الإمام أحمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد )iv .

وروى الترمذي ، وابن ماجة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة )v .

وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب ، أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون في الشتاء من بردها ، وأشد ما تجدون في الصيف من حرها )vi .

وفي الصحيحين : ( إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم )vii .

i مختصر تفسير ابن كثير محمد علي الصابوني المجلد الثالث ص670 .

ii أخرجه ابن جرير .

iii أخرجه مالك ورواه البخاري ومسلم بنحوه .

iv أخرجه الإمام أحمد .

v أخرجه الترمذي وابن ماجة .

vi أخرجاه في الصحيحين .

vii مختصر تفسير ابن كثير المجلد الثالث ص670 .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

{ نار حامية } بالغة النهاية في الحرارة ؛ من الحمى ، وهو اشتداد الحر . يقال : حميت الشمس والنار حميا وحموا ، اشتد حرها .

والله أعلم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

إنها { نَارٌ حَامِيَةٌ } هي جهنّم التي لا تبلُغُ حرارتَها نارٌ مهما سُعِّرَت وأُلقي فيها من وقود . أعاذَنا الله منها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

ثم فسرها بقوله هي : { نَارٌ حَامِيَةٌ } أي : شديدة الحرارة ، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا . نستجير بالله منها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ وما أدراك ما هيه } تعظيما لشدتها ، ثم أخبر عنها ، فقال : هي : { نار حامية } يقول : انتهى حرها . ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ثم بَيّن ما هي ، فقال : هيَ نَارٌ حَامِيَةٌ ، يعني بالحامية : التي قد حميت من الوقود عليها . ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي تحميه ، وتنضجه . ومنهم من قال : { نار حامية } أي شديدة الحر ، ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

والمعنى أن سائر النيران بالنسبة إليها كأنها ليست حامية ، وهذا القدر كاف في التنبيه على قوة سخونتها ، ...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

أي شديدة الحرارة . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم " قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله . قال : " فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلها مثل حرها " . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

أي قد انتهى حرها ، هذا ما تتعارفونه بينكم ، وأما التفاصيل فأمر لا يعلمه إلا الله تعالى ، وهذا نهاية القارعة ، فتلاؤم الأول للآخر واضح جداً وظاهر ، والله أعلم . ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يجيء الجواب كنبرة الختام : نار حامية . . هذه هي أم الذي خفت موازينه ! أمه التي يفيء إليها ويأوي ! والأم عندها الأمن والراحة . فماذا هو واجد عند أمه هذه . . الهاوية . . النار . . الحامية ! ! إنها مفاجأة تعبيرية تمثل الحقيقة القاسية ! ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ووصف { نار } ب { حامية } من قبيل التوكيد اللفظي لأن النار لا تخلو عن الحَمْي فوصفها به وصف بما هوَ من معنى لفظ { نار } فكانَ كذكر المرادف كقوله تعالى : { نار اللَّه الموقدة } [ الهمزة : 6 ] . ...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

وهكذا تضع السورة الإنسان أمام الطريق الذي يؤدي إلى الجنة إذا آمن وعمل صالحاً ، ليستعدّ لذلك قبل أن تفوته الفرصة بانتهاء عمره ، وأمام الطريق الذي يؤدي به إلى النار ، ليبتعد عنها ، قبل أن تطبق عليه الأجواء التي تحيط به ، في ما يثيره أهل الكفر والضلال من حوله ، وليعيش في عمق الذهنية الإسلامية الواعية ، مسألة التقويم الحقيقي للإنسان في قضية مصيره ، من خلال ثقله وخفّته في ميزان الأعمال ، بعيداً عمّا هي مسألة القيمة في مجتمع الدنيا الذي يجعل التقويم الإنساني خاضعاً للمال أو للجاه ، أو للقوة أو للنسب في ما يتنافس فيه الناس من قيمٍ ماديةٍ في أكثر من صعيد . ...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

{ نار حامية } أي شديدة الحرارة . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم " قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله . قال : " فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلها مثل حرها " . وروي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : إنما ثقل ميزان من ثقل ميزانه ؛ لأنه وضع فيه الحق ، وحق لميزان يكون فيه الحق أن يكون ثقيلا . وإنما خف ميزان من خف ميزانه ؛ لأنه وضع فيه الباطل ، وحق لميزان يكون فيه الباطل أن يكون خفيفا . وفي الخبر عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الموتى يسألون الرجل يأتيهم عن رجل مات قبله ، فيقول : ذلك مات قبلي ، أما مر بكم ؟ فيقولون : لا والله ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجحون ! ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئست الأم ، وبئست المربية " . وقد ذكرناه بكماله في كتاب " التذكرة " ، والحمد لله .