الحميم : الماء الذي تناهى حره .
شجرة الزقوم : شجرة مرة ، شكلها بشع مخيف .
43 ، 44 ، 45 ، 46- { إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم } .
يذوق الكافر ألوان العذاب الجسدي والنفسي ، فطعامه من شجرة الزقوم ، تلك الشجرة التي تنبت في أصل الجحيم ، طلعها كأنه رؤوس الشياطين ، فطعامها مر وشكله مخيف كالشبرق ، وهو حار يغلي في بطن الكافر كما يغلي الماء الحار ، أو كالزيت المغلي الذي بلغ أعلى درجات الحرارة ، فيقطع أمعاء الكافر .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{كغلي الحميم} يعني الماء الحار...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
{كغلي الحميم}: كغلي الماء المحموم، وهو المسخن الذي قد أوقد عليه حتى تناهت شدّة حرّه، وقيل حميم وهو محموم...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما كان للتذكير بما يعرف شأن عظيم من الإقبال أو التنفير، وإن كان دون ما شبه [به-] قال: {كغلي} أي مثل غلي {الحميم} روى -وقال حسن صحيح- والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم -وقال صحيح على شرطهما- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"[لو-] أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معائشهم فكيف بمن يكون هذا طعامه".
" الأثيم " الفاجر ، قاله أبو الدرداء . وكذلك قرأ هو وابن مسعود . وقال همام بن الحارث : كان أبو الدرداء يقرئ رجلا " إن شجرة الزقوم طعام الأثيم " والرجل يقول : طعام اليتيم ، فلما لم يفهم قال له : " طعام الفاجر " . قال أبو بكر الأنباري : حدثني أبي قال حدثنا نصر قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا نعيم بن حماد عن عبد العزيز بن محمد عن ابن عجلان عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : علم عبد الله بن مسعود رجلا " أن شجرة الزقوم . طعام الأثيم " فقال الرجل : طعام اليتيم ، فأعاد عليه عبد الله الصواب وأعاد الرجل الخطأ ، فلما رأى عبد الله أن لسان الرجل لا يستقيم على الصواب قال له : أما تحسن أن تقول طعام الفاجر ؟ قال بلى ، قال فافعل . ولا حجة في هذا للجهال من أهل الزيغ ، أنه يجوز إبدال الحرف من القرآن بغيره ؛ لأن ذلك إنما كان من عبد الله تقريبا للمتعلم ، وتوطئة منه له للرجوع إلى الصواب ، واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله وحكاية رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الزمخشري : " وبهذا يستدل على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها . ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة ، وهي أن يؤدي القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا . قالوا : وهذه الشريطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة ؛ لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه ، من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها ، وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية ، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر . وروى علي بن الجعد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية " . وشجرة الزقوم : الشجرة التي خلقها الله في جهنم وسماها الشجرة الملعونة ، فإذا جاع أهل النار التجؤوا إليها فأكلوا منها ، فغليت في بطونهم كما يغلي الماء الحار . وشبه ما يصير منها إلى بطونهم بالمهل ، وهو النحاس المذاب . وقراءة العامة " تغلي " بالتاء حملا على الشجرة . وقرأ ابن كثير وحفص وابن محيصن ورويس عن يعقوب " يغلي " بالياء حملا على الطعام ، وهو في معنى الشجرة . ولا يحمل على المهل ؛ لأنه ذكر للتشبيه . و " الأثيم " الآثم ، من أثم يأثم إثما . قاله القشيري وابن عيسى . وقيل هو المشرك المكتسب للإثم . قاله يحيى بن سلام . وفي الصحاح : قد أثم الرجل ( بالكسر ) إثما ومأثما إذا وقع في الإثم ، فهو آثم وأثيم وأثوم أيضا . فمعنى " طعام الأثيم " أي ذي الإثم الفاجر ، وهو أبو جهل . وذلك أنه قال : يعدنا محمد أن في جهنم الزقوم ، وإنما هو الثريد بالزبد والتمر ، فبين الله خلاف ما قاله . وحكى النقاش عن مجاهد أن شجرة الزقوم أبو جهل . قلت : وهذا لا يصح عن مجاهد . وهو مردود بما ذكرناه في هذه الشجرة في سورة " الصافات والإسراء " {[13753]} أيضا
ولما كان للتذكير بما يعرف شأن عظيم من الإقبال أو التنفير وإن كان دون ما شبه{[57669]} [ به-{[57670]} ] قال : { كغلي } أي مثل غلي { الحميم * } أي الماء الذي تناهى حره بما يوقد تحته ، فهو يثبت كأنه يريد أن يتخلص مما هو فيه من الحر ، روى - وقال حسن صحيح - والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم - وقال صحيح{[57671]} على شرطهما - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " [ لو-{[57672]} ] أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معائشهم فكيف بمن يكون هذا{[57673]} طعامه{[57674]} " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.