مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{كَغَلۡيِ ٱلۡحَمِيمِ} (46)

ثم قال : { كالمهل } قرئ بضم الميم وفتحها وسبق تفسيره في سورة الكهف ، وقد شبه الله تعالى هذا الطعام بالمهل ، وهو دردى الزيت وعكر القطران ومذاب النحاس وسائر الفلزات ، وتم الكلام هاهنا ، ثم أخبر عن غليانه في بطون الكفار فقال : { يغلي في البطون } وقرئ بالتاء فمن قرأ بالتاء فلتأنيث الشجرة ، ومن قرأ بالياء حمله على الطعام في قوله { طعام الأثيم } لأن الطعام هو ( ثمر ) الشجرة في المعنى ، واختار أبو عبيد الياء لأن الاسم المذكور يعني المهل هو الذي بل الفعل فصار التذكير به أولى ، واعلم أنه لا يجوز أن يحمل الغلي على المهل لأن المهل مشبه به ، وإنما يغلي ما يشبه بالمهل كغلي الحميم والماء إذا اشتد غليانه فهو حميم .