من الله شيئا : من عذاب الله شيئا ، من الإغناء .
17- { لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
كان المنافقون يحرصون على جمع المال ، ويرون الأولاد عدة لهم في تنفيذ مهامهم ، وادعوا أنهم سينتصرون يوم القيامة بأنفسهم وأموالهم وأولادهم : فنزلت الآية .
وتفيد الآية أنه لن ينفعهم أي شيء يوم القيامة ، وإنما ذكر المال والولد لعناية المنافقين بهما .
قال تعالى : { فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون } . ( التوبة : 55 ) .
لقد حرموا نعيم الجنة ، واستبدلوا ذلك بالإقامة الدائمة في جهنم ، حتى كأنهم أهلها المخلدون فيها .
قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 36 ) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ } . ( المائدة : 36-37 ) .
قوله تعالى : { لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا }أي من عذابه شيئا . وقال مقاتل : قال المنافقون إن محمدا يزعم أنه ينصر يوم القيامة ، لقد شقينا إذا فوالله لننصرن يوم القيامة بأنفسنا وأولادنا وأموالنا إن كانت قيامة ، فنزلت{[14796]} : { يوم يبعثهم الله جميعا } .
ولما كان لهم أموال وأولاد يتعززون بها ، قال مستأنفاً دالاًّ{[63450]} على أن من استتر بجنة دون طاعته لتسلم دنياه وراءه تكشف لسهام التقدير من حيث لا يشعر ، ثم لا دينه يبقى ولا دنياه تسلم : { لن تغني } أي بوجه من الوجوه { عنهم } أي في الدنيا ولا في الآخرة بالافتداء ولا بغيره { أموالهم } وأكد النفي بإعادة النافي للتنصيص على كل منهما فقال : { ولا أولادهم } أي بالنصرة والمدافعة { من الله } إي إغناء{[63451]} مبتدئاً من الملك الأعلى الذي لا كفوء له { شيئاً } أي من إغناء ولو قل جدّاً ، فمهما أراد بهم سبحانه كان ونفذ ومضى ، لا يدفعه شيء تكذيباً لمن قال منهم : لئن كان يوم القيامة لنكونن أسعد فيه منكم كما نحن الآن ولننصرن بأنفسنا وأموالنا وأولادنا . ولما انتفى الإغناء المبتدئ من الله فانتفى{[63452]} بانتفائه كل إغناء سواه ، أنتج ذلك قوله : { أولئك } أي البعداء من كل خير { أصحاب النار }{[63453]} ولما أفهمت الصحبة الملازمة ، أكدها بقوله : { هم } أي خاصة لاضمحلال عذاب غيرهم - لكونهم في الهاوية - في جنب عذابهم { فيها } أي خاصة دون شيء يقصر عنها { خالدون * } أي مقيمون باقون دائمون لازمون إلى غير نهاية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.