في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

1

وكذلك الأرض صفحة من كتاب الكون القائم على الحق المستقر الأساس الجميل البهيج :

( والأرض مددناها ، وألقينا فيها رواسي ، وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) . .

فالامتداد في الأرض والرواسي الثابتات والبهجة في النبات . . تمثل كذلك صفة الاستقرار والثبات والجمال ، التي وجه النظر إليها في السماء .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

6

المفردات :

مددناها : بسطناها .

رواسي : جبالا ثوابت تمنعها من الاضطراب .

زوج : صنف .

بهيج : ذي بهجة وحسن .

التفسير :

7 – { والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج } .

والأرض بسطناها في نظر العين ، وبسطها لا ينافي كرويتها وحركتها أمام الشمس ، ويترتب على ذلك الليل والنهار ، فالجزء المتعرض للشمس يكون نهارا ، والمختبئ عن الشمس يكون ليلا .

{ وألقينا فيها رواسي . . . }

وخلقنا فيها جبالا رواسي ، تحفظها من أن تميد أو تضطرب ، والجبال من أنعم الله تعالى ، ففي قمتها تتجمع الثلوج في الشتاء ، ثم تنزل في الصيف فتسقي الزرع ، وتفيض على المرتفعات ، والجبال ملجأ للهارب ، وأمان للعابد ، وبيت لراغب الخلوة ، ولأمر ما سبحت الجبال مع داود ، وخر الجبل أمام موسى عندما تجلى الله تعالى للجبل ، وكانت خلوة النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء حين نزل الوحي أول مرة ، وابتدأت الهجرة من غار ثور ، وبجوار جبل أحد كانت غزوة أحد ، وهناك دفن شهداء الصحابة ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( أحد جبل يحبنا ونحبه )4 .

وشعائر الحج تتم عند جبل عرفات ، وعند السعي بين الصفا والمروة وهما جبلان ، وفي الأثر : ( الحج وقفة وطواف ) ، أي : وقفة بجبل عرفات ، وطواف الإفاضة حول الكعبة .

والجبال أوتاد تحفظ الأرض وتحفظ توازنها .

قال تعالى : { والجبال أرساها } . ( النازعات : 32 ) .

وقال تعالى : { وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم . . . } ( الأنبياء : 31 ) .

ولأمر ما كانت الرسالات السماوية ونزول الوحي يتم عند الجبال ، حيث يتفرغ الإنسان لمقابلة مولاه ، متخلصا من الدنيا وزحامها ومشاغلها ، فقد نادى الله تعالى موسى عند جبل الطور ، ونزل وحي السماء أول مرة : { اقرأ } . في غار حراء ، وهو خلوة في أعلى جبل .

{ وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج } .

أنبتنا في الأرض صنوف النباتات ، والأزهار والثمار ، والحب والقضب ، والحدائق والبساتين ، والورود والنبات اليانع النضير .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

مددناها : بسطناها .

رواسي : جبالا ثوابت تمنع الأرض من أن تميد .

من كل زوج : من كل صنف .

بهيج : ذو بهجة وحسن .

وإلى الأرض وإلى الجبال الرواسي عليها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

{ و } إلى { الأرض كيف مَدَدْنَاهَا } ووسعناها ، حتى أمكن كل حيوان السكون فيها والاستقرار  والاستعداد{[814]} لجميع مصالحه ، وأرساها بالجبال ، لتستقر من التزلزل ، والتموج ، { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } أي : من كل صنف من أصناف النبات ، التي تسر ناظرها ، وتعجب مبصرها ، وتقر عين رامقها ، لأكل بني آدم ، وأكل بهائمهم ومنافعهم ، وخص من تلك المنافع بالذكر ، الجنات المشتملة على الفواكه اللذيذة ، من العنب والرمان والأترج والتفاح ، وغير ذلك ، من أصناف الفواكه .


[814]:- كذا في ب، وفي أ: القرار.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

قوله تعالى : { والأرض مددناها } بسطناها على وجه الماء ، { وألقينا فيها رواسي } جبالاً ثوابت ، { وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج } حسن كريم يبهج به ، أي : يسر بنظره .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

وقوله { من كل زوج بهيج } أي من كل لون حسن

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

" والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي " تقدم في " الرعد{[14150]} . " وأنبتنا فيها من كل زوج " أي من كل نوع من النبات " بهيج " أي حسن يسر الناظرين ، وقد تقدم في " الحج " {[14151]} بيانه .


[14150]:راجع جـ 9 ص 280.
[14151]:راجع جـ 12 ص 14.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

ولما دل سبحانه على تمام قدرته وكمال علمه وغير ذلك من صفات الكمال بآية السماء{[61099]} ، أتبع ذلك الدلالة على أنه لا يقال فيه داخل العالم ولا خارجه لأنه متصل به ولا منفصل عنه ، نبه على ذلك بالدلالة على آية الأرض ، وأخرها لأن السماء أدل على المجد الذي هذا سياقه ، لأنها أعجب صنعة وأعلى علوّاً وأجل مقداراً وأعظم أثراً ، وأن الأرض لكثرة الملابسة لها والاجتناء من ثمارها يغفل الإنسان عن دلالتها ، بما له في ذلك من الصنائع والمنافع ، فقال : { والأرض } أي المحيطة بهم { مددناها } أي جعلناها بما لنا من العظمة مبسوطة لا مسنمة . ولما كان الممدود يتكفأ ، قال : { وألقينا } بعظمتنا { فيها رواسي } أي جبالاً ثوابت كان سبباً لثباتها ، وخالفت عادة المراسي في أنها من فوق ، والمراسي تعالجونها أنتم من تحت .

ولما كان سكانها لا غنى لهم عن الرزق ، قال ممتناً عليهم : { وأنبتنا } بما لنا من العظمة { فيها } وعظم قدرتها بالتبعيض فقال : { من كل زوج } أي صنف من النبات تزاوجه أشكاله بأرزاقكم كلها { بهيج * } أي هو في غاية الرونق والإعجاب ، فكان - مع كونه رزقاً - متنزهاً .


[61099]:العبارة من هنا إلى ما سننبه عليه مطموسة في مد.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (7)

{ والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج }

{ والأرض } معطوف على موضع إلى السماء ، كيف { مددناها } دحوناها على وجه الماء { وألقينا فيها رواسي } جبالاً تثبتها { وأنبتنا فيها من كل زوج } صنف { بهيج } يبهج به لحسنه .