في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

ثم يختم هذا المقطع بتقرير حقيقة الوحدانية التي ينكرونها ويكذبونها ، ويقرر شأن المؤمنين بالله في تعاملهم مع الله :

( الله لا إله إلا هو ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) . .

وحقيقة التوحيد هي أساس التصور الإيماني كله . ومقتضاها أن يكون التوكل عليه وحده . فهذا هو أثر التصور الإيماني في القلوب .

وبهذه الآية يدخل السياق في خطاب المؤمنين . فهي وصلة بين ما مضى من السورة وما يجيء .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

11

13- { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .

الله عز وجل هو خالق الأكوان ، وهو الإله الحق ، لا معبود بحق سواه ، ولا إله إلا الله ، وكل ما خلاه باطل ، فالأصنام والأوثان ، وعزير والمسح والملائكة ، والبقر والشجر ، والشمس والقمر والنجوم ، كلها مخلوقات لله ، مربوبة له ، فهو الإله الواحد ، وكل ما سواه مخلوق مربوب عبد لله .

قال تعالى : { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } . ( الأعراف : 54 ) .

{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .

التوكل هو الاعتماد على الله والالتجاء إليه ، والثقة بقدرته ، والركون والاعتماد عليه ، بعد الأخذ بالأسباب .

والتوكل غير التواكل ، فالمتوكل هو من يبذر البذرة ، ويعتمد على الله في إنضاج الثمرة .

فالمؤمن مطالب بالأخذ بالأسباب ، وفي نفس الوقت مطالب باليقين الكامل بأن مسبب الأسباب هو الله تعالى ، وبذلك يكون التوكّل على الله طاقة إيجابية تحتاج أمرين رئيسيين في وقت واحد :

الأول : العمل اللازم مع إتقانه والرقي به .

قال تعالى : { إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا } . ( الكهف : 30 ) .

الثاني : التوكل على الله ، والثقة به ، واليقين بنصره ، والتضرع إليه والاعتماد عليه .

{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .

وقريب من هذه الآية قوله تعالى في سورة إبراهيم :

{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( 11 ) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } . ( إبراهيم : 11-12 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

ثم يبين الله تعالى تفرُّدَه بالمُلك والخلق والقدرة ، وأن علينا أن نتوكل عليه

{ الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون } .

توكلنا على الله وهو حسبُنا ونعم الوكيل .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } أي : هو المستحق للعبادة والألوهية ، فكل معبود سواه فباطل ، { وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } أي : فيلعتمدوا{[1125]}  عليه في كل أمر نابهم ، وفيما يريدون القيام به ، فإنه لا يتيسر أمر من الأمور إلا بالله ، ولا سبيل إلى ذلك{[1126]}  إلا بالاعتماد على الله ، ولا يتم الاعتماد على الله ، حتى يحسن العبد ظنه بربه ، ويثق به في كفايته الأمر الذي اعتمد عليه به ، وبحسب إيمان العبد يكون توكله ، فكلما قوي الإيمان قوي التوكل{[1127]} .


[1125]:- كذا في ب، وفي أ: يعتمدوا.
[1126]:- كذا في ب، وفي أ: لذلك.
[1127]:-في ب: يكون توكله قوة وضعفًا.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

{ الله لا إله إلا هو } أي لا معبود سواه ولا خالق غيره فعليه توكلوا .