الأبرار : الذين برّوا وصدقوا في إيمانهم .
لفي نعيم : لفي نعمة كبيرة ، والمراد بها الجنة .
إن الأبرار الذين توسّعوا في عمل البر ، فأطاعوا ربهم ، وبرّوا والديهم ، ونفّذوا أحكام الإسلام ، وعطفوا على الفقراء والمساكين ، على نحو ما ورد في سورة البقرة ، في قوله تعالى :
ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البرّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيّين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضّراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون . ( البقرة : 177 ) .
وقد ورد أن البرّ شيء هين ، وجه طليق وكلام لين ، وقيل : البرّ هو الذي لايؤذى الذرّ ، أي : لا يؤذي ، عباد الله مطلقا .
هؤلاء الأبرار الطائعون المتقون الأخيار ، يشملهم الله برحمته ويدخلهم جنته ، وفيها صنوف النعيم والتكريم .
ولما كانت نتيجة حفظ الأعمال الجزاء عليها ، أنتج ذلك بيان ما كانت الكتابة لأجله تفريقاً بين المحسن والمسيء الذي لا يصح في حكمة حكيم ولا كرم كريم غيره بقوله على سبيل التأكيد ، لأجل تكذيبهم : { إن الأبرار } أي العاملين{[72065]} بما هو واسع لهم مما يرضي الله جلت قدرته{[72066]} { لفي نعيم * } أي محيط بهم لا ينفك عنهم ولا ينفكون عنه أصلاً في الدنيا في نعيم الشهود ، وفي الآخرة في نعيم الرؤية والوجود في هذه الدار معنىً وفي الآخرة حساً ، فكل نعيم {[72067]}في الجنة لهم{[72068]} من المنح الآجلة فرقائقه{[72069]} في هذه الدنيا لهم عاجلة
قوله تعالى : { إن الأبرار لفي نعيم 13 وإن الفجّار لفي جحيم 14 يصلونها يوم الدين 15 وما هم عنها بغائبين 16 وما أدراك ما يوم الدين 17 ثم ما أدراك ما يوم الدين 18 يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله } .
يبين الله حال الفريقين المختلفين يوم القيامة . وهما فريق الأبرار فهم في الجنة ، وفريق الأشقياء الفجار فهم في السعير . وهو قوله : { إن الأبرار لفي نعيم } وهذا ذكر من الله للأبرار الذين أطاعوا الله فيما أمر فلم يعصوه ولم يخالفوا عن أمره بل أذعنوا له طائعين منيبين . فأولئك يصيرون إلى النعيم الدائم في الجنة ثم بيّن حال الفجار الذين كفروا بربهم فعصوه وحادوا عن سبيله فأولئك يصيرون إلى الجحيم وهي النار اللاهية المتوقدة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.