في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ} (28)

11

ثم عقب على التجهيل بشيء من صفتها أشد هولا : ( لا تبقي ولا تذر ) . . فهي تكنس كنسا ، وتبلع بلعا ، وتمحو محوا ، فلا يقف لها شيء ، ولا يبقى وراءها شيء ، ولا يفضل منها شيء !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ} (28)

11

المفردات :

عليها تسعة عشر : يتولى أمر النار ، ويلي تعذيب أهلها تسعة عشر ملكا ، أو صفّا ، أو صنفا .

التفسير :

26 ، 27 ، 28 ، 29 ، 30- سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لوّاحة للبشر* عليها تسعة عشر .

أي : سأدخله جهنم ، وسأغمره فيها من جميع جهاته .

وسقر من أسماء النار ، وإنما سميت جهنم سقر من : سقرته الشمس ، إذا أذابته ولوّحته ، وأحرقت جلد وجهه .

وما أدراك ما سقر .

أي شيء أعلمك ما سقر ، والمراد : تعظيم هولها وآلامها ، ومما يصيب الكافرين من ألوان عذابها .

لا تبقي ولا تذر .

لا تترك في الكافرين عظما ولا لحما ، ولا دما ولا شيئا إلا أهلكته ، فهي تبلع بلعا ، وتمحو محوا ، ولا يقف لها شيء ، ولا يبقى وراءها شيء ، ولا يفضل منها شيء ، ثم يعاد أهلها خلقا جديدا ، فلا تتركهم بل تعاود إحراقهم بأشد مما كانت .

قال تعالى : كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب . . . ( النساء : 56 ) .

وتبرز جهنم لأهلها لترهبهم بعذابها ، قال تعالى : وبرّزت الجحيم للغاوين . ( الشعراء : 91 ) .

لوّاحة للبشر .

تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل ، وتنزل الآلام بالجلود ، ويبدّل الله الجلود ليذوق أهلها العذاب .

عليها تسعة عشر .

يحرس جهنم زبانية أشداء أقوياء ، عددهم تسعة عشر ملكا ، أو صفّا أو صنفا ، والجمهور على أن المراد بهم النقباء ، فمعنى كونهم عليها : أنهم يتلون أمرها وتعذيب أهلها ، وإليهم رئاسة زبانيتها ، وأما جملتهم فالعبادة تعجز عنها ، كما قال تعالى : وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر . ( المدثر : 31 ) .

وفي الصحيح عن عبد اله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرّونها )iv .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ} (28)

ثم فسر حالها فقال : " لا تبقي ولا تذر " أي لا تترك لهم عظما ولا لحما ولا دما إلا أحرقته . وقيل : لا تبقي منهم شيئا ثم يعادون خلقا جديدا ، فلا تذر أن تعاود إحراقهم هكذا أبدا . وقال مجاهد : لا تبقى من فيها حيا ولا تذره ميتا ، تحرقهم كلما جددوا . وقال السدي : لا تبقي لهم لحما ولا تذر لهم عظما

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ} (28)

{ لا تبقي ولا تذر } مبالغة في وصف عذابها أي : لا تدع غاية من العذاب إلا أذاقته إياها أو لا يبقى شيء ألقي فيها إلا أهلكته وإذا أهلك لم تذره هالكا بل يعود للعذاب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ} (28)

ولما أثبت لها هذه العظمة ، زادها عظماً ببيان فعلها دون شرح ماهيتها فقال-{[69838]} : { لا تبقى } أي {[69839]}سقر هذه لا تترك{[69840]} شيئاً يلقى فيها على حالة البقاء على ما كان عليه { ولا تذر * } أي تترك على حالة من الحالات ولو كانت أقبح الحالات فضلاً عما دونها ، بل هي دائمة الإهلاك لكل ما أذن لها فيه والتغيير لأحوال ما أذن لها في عذابه ، ولم يؤذن في محقه بالكلية ، لكل شيء فترة وملال دونها .


[69838]:زيد من ظ و م.
[69839]:في ظ و م: لا تترك سقر.
[69840]:في ظ و م: لا تترك سقر.