ولكن الله - سبحانه - يخلق هذا وذلك ويخلق غيرهما بلا كلفة ولا جهد . ولا يختلف بالقياس إليه خلق الكبير وخلق الصغير :
( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له : كن . فيكون ) . .
يكون هذا الشيء سماء أو أرضا . ويكون بعوضة أو نملة . هذا وذلك سواء أمام الكلمة . . كن . . فيكون !
ليس هناك صعب ولا سهل . وليس هنالك قريب ولا بعيد . . فتوجه الإرادة لخلق الشيء كاف وحده لوجوده كائنا ما يكون . إنما يقرب الله للبشر الأمور ليدركوها بمقياسهم البشري المحدود .
82- { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } .
وهذا أثر من آثار قدرته ، فهو سبحانه الخالق المبدع ، الذي أبدع نظام الكون على غير مثال سابق ، وهو خالق الإنسان حيث استخلفه في الأرض ، وهو رافع السماء ، وباسط الأرض ، ومسخر السحاب ، ومسيّر الشمس والقمر ، وهو فعال لما يريد .
إنما شأنه تعالى إذا أراد فعل شيء ، أن يتجه إلى إيجاده فيقول له : تكوّن فيتكوّن ، ويحدث فورا بلا تأخير ، وهذا ولا شك تمثيل لتأثير قدرته فيما يريد ، بأمر المطاع لمن يطيعه في حصول المأمور به بلا توقف ، ولا افتقار إلى مزاولة عمل ، ولا استعمال آلة .
إذا ما أراد الله أمرا فإنما يقول له ( كن ) قولة فيكون .
أي : هو سبحانه نافذ القدرة ، فعال لما يريد ، لا يعجزه فعل شيء في هذا الكون ، فهو قادر على إعادة خلق الناس ، وهو على كل شيء قدير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.