في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} (30)

ولا يقطع هذه الرنة الحزينة المديدة إلا الأمر العلوي الجازم ، بجلاله وهوله وروعته :

( خذوه . فغلوه . ثم الجحيم صلوه . ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) . .

يا للهول الهائل ! ويا للرعب القاتل ! ويا للجلال الماثل !

( خذوه ) . .

كلمة تصدر من العلي الأعلى . فيتحرك الوجود كله على هذا المسكين الصغير الهزيل . ويبتدره المكلفون بالأمر من كل جانب ، كما يقول ابن أبي حاتم بإسناده عن المنهال بن عمرو : " إذا قال الله تعالى : خذوه ابتدره سبعون ألف ملك . إن الملك منهم ليقول هكذا فيلقي سبعين ألفا في النار " . . كلهم يبتدر هذه الحشرة الصغيرة المكروبة المذهولة !

( فغلوه ) . .

فأي السبعين ألفا بلغه جعل الغل في عنقه . . !

( ثم الجحيم صلوه ) . .

ونكاد نسمع كيف تشويه النار وتصليه . .

( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) . .

وذراع واحدة من سلاسل النار تكفيه ! ولكن إيحاء التطويل والتهويل ينضح من وراء لفظ السبعين وصورتها .

ولعل هذا الإيحاء هو المقصود ! .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} (30)

25

فغلّوه : اجعلوا الغلّ في يديه وعنقه .

الجحيم صلّوه : أدخلوه ، أو أحرقوه فيها .

فاسلكوه : فأدخلوه فيها .

30 ، 31 ، 32- خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه* ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه .

يأمر الله تعالى الملائكة أن يأخذوه للعذاب ، وأن يشدّوا بالأغلال والقيود يده إلى عنقه ، ثم يأمرهم الله ألا يجعلوا جسمه إلا في الجحيم ، حتى يصطلى بنارها ويحترق بعذابها ، ثم يوضع في سلسلة طولها سبعون ذراعا ، يلف بها جسمه من أوله إلى آخره ، وذراع واحدة تكفي لتعذيبه ، لكن الله جعل سلسلة العذاب سبعين ذراعا لإرادة الوصف بالطول ، لأنها إذا طالت كان الإرهاق أشد ، والعذاب أقسى وأعنف .