تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} (30)

الآية 30 وقوله تعالى { خذوه فغلوه } كقوله {[21951]} في موضع آخر : { خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم } [ الدخان : 47 ] وهو السوق إلى الحتف وكقوله {[21952]} في موضع آخر : { ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا } [ مريم : 86 ] فكأنهم ، والله أعلم مغلون بدء الأمر بالأغلال لأن الناس في الدنيا يجتهدون كل الجهد في دفع {[21953]} العذاب بأيديهم .

فأخبر أن أيديهم تغل في الآخرة ، فلا يتهيأ لهم دفع ما يحل من العذاب ، فيكون ذلك أشد عليهم ، ويكون حالهم كما قال الله تعالى : { أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة } [ الزمر 24 ] فتغل يداه كي لا يتقي النار بوجهه

ثم يدخلون {[21954]} في السلاسل ، فيجرّون ويسحبون ، ويساقون ، على وجوههم على اختلاف أحوال القيامة .


[21951]:في الأصل وم: وقال.
[21952]:في الأصل وم: وقال.
[21953]:في الأصل: موضع، في م: منع.
[21954]:في الأصل وم: يدخل