في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ وَإِنَّا بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (30)

26

( ولما جاءهم الحق قالوا : هذا سحر ، وإنا به كافرون ) . .

ولا يختلط الحق بالسحر . فهو واضح بين ، وإنما هي دعوى ، كانوا هم أول من يعرف بطلانها . فما كان كبراء قريش ليغيب عنهم أنه الحق ؛ ولكنهم كانوا يخدعون الجماهير من خلفهم ، فيقولون : إنه سحر ، ويعلنون كفرهم به على سبيل التوكيد ، يقولون : ( وإنا به كافرون )ليلقوا في روع الجماهير أنهم واثقون مما يقولون ؛ فيتبعوهم عن طريق الإيحاء والانقياد . شأن الملأ من كل قوم ، في التغرير بالجماهير ، خيفة أن يفلتوا من نفوذهم ، ويهتدوا إلى كلمة التوحيد التي يسقط معها كل كبير ، ولا يعبد ويتقى إلا الله العلي الكبير !

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ وَإِنَّا بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (30)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ وَإِنَّا بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (30)

" ولما جاءهم الحق " يعني القرآن . " قالوا هذا سحر وإنا به كافرون " جاحدون .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ وَإِنَّا بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (30)

ولما كان التقدير : فلم يردهم التمتيع بإدرار النعم عليهم وإسراعنا بها إليهم مع وضوح الأمر لهم ، بل كان الإنعام عليهم سبباً لبطرهم ، وكان البطر سبباً لتماديهم على الاستعانة بنعمتنا على عصيان أمرنا وهم يدعون أنهم أتبع الناس للحق وأكفهم عن الباطل ، عطف عليه قوله ؛ { ولما جاءهم الحق } أي الكامل في حقيته بمطابقة الواقع إياه من غير إلباس ولا اشتباه ، الظاهر في كماله لكل من له أدنى لب بما عليه القرآن من الإعجاز في نظمه ، وما عليه ما يدعو إليه من الحكمة من جميع حكمه ، والتصادق مع ما يعلمونه من دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام قبل أن يبدلوه ومن أمر موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام من التوحيد ، زادوا على تلك الغفلة التي أدى إليها البطر بالنعمة ما هو شر من ذلك وهو التكذيب بأن { قالوا } مكابرة وعناداً وحسداً وبغياً من غير وقفة ولا تأمل : { هذا } مشيرين إلى الحق الذي يطابقه الواقع ، فلا شيء أثبت منه وهو القرآن وغيره مما أتى به من دلائل العرفان { سحر } أي خيال لا حقيقة له ، ولما كان الحال مقتضياً من غير شك ولا وقفة لمعرفتهم لما جاء به وإذعانهم له قالوا مؤكدين لمدافعة ما ثبت في النفوس من ذلك : { وإنا به كافرون } أي عريقون في ستره بخصوصه حتى لا يعرفه أحد ولا يكون له تابع .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ وَإِنَّا بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (30)

قوله : { ولماّ جآءهم الحق قالوا هذا سحر } لما جاء القرآن قريشا قالوا في عتوّ واستكبار واستسخار : هلا أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من أهل إحدى القريتين وهما مكة والطائف المراد بالرجلين الوليد بن المغيرة عم أبي جهل وهو من مكة . أما الذي من الطائف فهو أبو مسعود ، عروة بن مسعود الثقفي . وكان ابن المغيرة يقول في اغترار وصلف : لو كان ما يقوله محمد حقّا لنزل علي أو على أبي مسعود . لا جرم أن ما يقولونه باطل وهم يعلمون في أنفسهم أنهم مبطلون . وما كانت أمنيتهم هذه إلا هراء وضربا من الثرثرة الفارغة واللغط الأعمى . وهم في أعماقهم موقنون أن محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه وأنه الصادق الأمين الذي ما كذب طيلة حياته البتة . فما قاله المشركون إن هو إلا زور ومنكر أفرزته قلوبهم المضطغنة الغلف .