تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ نَجَّيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ} (30)

ثم امتن تعالى على بني إسرائيل فقال : { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ } الذي كانوا فيه

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ نَجَّيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ} (30)

ثم ذكر تعالى نعمته على بني إسرائيل في أنجائهم من فرعون وقومه ، و { العذاب المهين } هو ذبح الأبناء والتسخير في المهن كالبنيان والحفر وغيره .

وفي قراءة ابن مسعود : «من عذاب المهين » ، بسقوط التعريف بالألف واللام من العذاب .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ نَجَّيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ} (30)

معطوف على الكلام المحذوف الذي دلّ عليه قوله : { إنهم جندٌ مغرقون } [ الدخان : 24 ] الذي تقديره : { فأغرقناهم ونجّينا بني إسرائيل } كما قال في سورة الشعراء ( 64 66 ) { وأزلفنا ثَمَّ الآخَرين وأنجينا موسى ومن معه أجْمَعين ثم أغرقنا الآخَرين } .

والمعنى : ونجينا بني إسرائيل من عذاب فرعون وقساوته ، أي فكانت آيةُ البَحر هلاكاً لقوم وإِنجاء لآخَرين . والمقصود من ذكر هذا الإشارةُ إلى أن الله تعالى ينجي الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم من عذاب أهل الشرك بمكة ، كما نجّى الذين اتبعوا موسى من عذاب فرعون .

وجُعل طغيان فرعون وإسرافه في الشر مثلاً لطغيان أبي جهل وملئه ولأجل هذه الإشارة أُكد الخبر باللام . وقد يفيد تحقيق إنجاء المؤمنين من العذاب المقدَّر للمشركين إجابة لدعوة { ربَّنَا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } [ الدخان : 12 ] .

و { العذاب المهين } : هو ما كان يعاملهم به فرعون وقومه من الاستعباد والإشقاق عليهم في السخرة ، وكان يكلفهم أن يصنعوا له اللَّبِن كل يوم لبناء مدينتي فيثوم ورعمسيس وكان اللبن يصنع من الطوب والتبْن فكان يكلفهم استحضار التبْن اللازم لصنع اللبن ويلتقطون متناثره ويذلونهم ولا يتركون لهم راحة ، فذلك العذاب المهين لأنه عذاب فيه إذلال .